المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "لحظة تسليم حارق المصحف في السويد سلوان موميكا الى السفارة العراقية".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى أيار 2019، ويظهر تسليم الجهادي المصري هشام عشماوي في ليبيا الى السلطات المصرية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد الليلية تظهر عناصر امنيين يقتادون شخصا مكبلا، قبل اصعاده الى طائرة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "لحضة تسليم سلوان المجرم حارق المصحف الشريف للسفارة العراقية".
جاء تداول الفيديو اثر احراق اللاجئ العراقي سلوان موميكا صفحات نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الكبير، الأربعاء 28 حزيران 2023، الامر الذي اثار غضبا في أنحاء الشرق الأوسط وبلدان أخرى واشعل تظاهرات وتنديدات.
وقد طالب العراق السلطات السويدية بتسليم موميكا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن "الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم عراقيّ الجنسية. لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".
من جهتها، أكّدت الحكومة السويدية، الأحد 2 تموز 2023، إدانتها لإحراق نسخة من المصحف، معتبرة أن ما قام به موميكا عمل "معاد للإسلام".
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه يقودنا الى مصدره الأصلي، قناة "الغد"، التي نشرته في حسابها في يوتيوب، في 29 ايار 2019 (هنا)، بعنوان: "انفراد... لحظة تسليم السلطات الليبية الإرهابي هشام عشماوي للسلطات المصرية".
واضافت القناة: "انفردت كاميرا الغد بلقطات حصرية جديدة من ليبيا، قبل تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى السلطات المصرية، وصعوده إلى الطائرة من هناك. ويأتي ذلك بعد زيارة قام بها اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى دولة ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي. وكانت القوات المسلحة العربية الليبية أعلنت إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في 8 تشرين الاول الماضي، خلال عملية أمنية في مدينة درنة".
وقد أعلنت قوات المشير خليفة حفتر، الثلثاء 28 ايار 2019، أنها سلمت الى القاهرة القيادي الجهادي المصري هشام عشماوي، أحد أبرز المطلوبين لديها، بتهم الانتماء إلى جماعة جهادية وتنفيذ اعتداءات إرهابية دامية في البلدين (هنا).
وأفاد مكتب حفتر في بيان بأن المشير حفتر التقى في بنغازي اللواء كامل وتم إثر الاجتماع "تسليم الإرهابي هشام عشماوي الذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة، ونفذ عددا من العمليات الإرهابية الدامية بدولتي ليبيا ومصر".
وعشماوي كان مطلوبا للقضاء المصري بتهم تنفيذ "أعمال إرهابية" والانتماء إلى جماعة جهادية هي "أنصار بيت المقدس"، وهو يعتبر من أبرز المتهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في أيلول 2013.
وأوضح بيان مكتب حفتر أن الاجتماع بين حفتر وكامل جرى "في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، وضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة". وبحسب البيان، فقد تم تسليم المطلوب المصري بموجب اتفاقية تعاون قضائي موقعة بين البلدين.
الاربعاء 4 آذار 2020، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بعشماوي، بعد إدانته بارتكاب جرائم إرهابية عدة (هنا، هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة تسليم حارق المصحف في السويد سلوان موميكا الى السفارة العراقية". في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 29 أيار 2019، ويظهر تسليم الجهادي المصري هشام عشماوي في ليبيا الى السلطات المصرية.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.