ولد يدرس على السطح تحت مصباح عمود شارع. صورة تضجّ بها وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها لـ"طفل مصري يتيم الأب من إحدى قرى محافظة الدقهلية تسمى أوليلة، وهو يؤدي واجباته المدرسية في ضوء مصباح عمود الشارع، لأن بيته لا كهرباء فيه منذ خمس سنوات". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة من الهند. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في الصورة، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صورة لطفل مصري يتيم الأب من إحدى قرى محافظة الدقهلية تسمى أوليلة، مرشحة لتكون صورة العام في مجلة الدايلي ميل البريطانية وهو يؤدي واجباته على ضوء مصباح عامود الشارع لأن بيته لا يوجد به كهرباء منذ خمس سنوات بعد سحب العداد لعدم دفع الفواتير بعد موت والده".
التدقيق:
لكن هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى الصفحة الرسمية لخدمات كفاءة الطاقة المحدودة Energy Efficiency Services Limited في الفايسبوك- وهذه الخدمات مشروع مشترك بين تعهدات القطاع العام لوزارة الطاقة الهندية- والتي نشرت الصورة في 2 ايلول 2022 (هنا)، مع شرح انها تظهر "صبيا صغيرا في فيروز آباد بأوتار براديش (شمال الهند) يدرس تحت مصباح الشارع الليد LED الذي ركبناه".
وكتبت ايضا: "البرنامج الوطني لإنارة الشوارع SLNP أثّر في شكل إيجابي على حياة مختلف الاشخاص، من خلال توفير الإضاءة لهم وضمان رؤية واضحة لهم".
وقد وسمت الخدمات الصورة بشعارها (اعلى الى اليسار)، واضافت اليها ايضا فيروز آباد Firozabad، أوتار براديش Uttar Pradesh (اسفل الى اليمين).
الصورة حقّقت انتشارا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي في الهند، بحيث نشرت عنها مواقع اخبارية تقريرا (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، بعد رصدها انطلاقا من حساب الموظف في الخدمة الإدارية الهندية IAS أوانيش شران Awanish Sharan في تويتر، في 1 ايلول 2022 (هنا)، بينما نشرت حسابات أخرى صورة للصبي ذاته، من زاوية أخرى.
في 5 كانون الثاني 2015، أطلقت الهند البرنامج الوطني لإضاءة الشوارع (SLNP) لاستبدال مصابيح الشوارع التقليدية بأضواء الشوارع الليد LED الذكية والموفرة للطاقة في جميع أنحاء الهند.
وحتى اليوم، ركّبت خدمات كفاءة الطاقة المحدودة (EESL) "أكثر من 1.14 كرور من مصابيح الشوارع الليد في الهيئات المحلية الحضرية والـGram Panchayats (هيئات الحكم الذاتي المحلي للقرى) في جميع أنحاء الهند"، على ما ذكرت.
و"قد أدى ذلك إلى توفير الطاقة بنحو 7.72 مليارات كيلوواط ساعة سنويًا مع تجنب ذروة الطلب عند 1،286 ميغاوات، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 5.32 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا وتحقيق وفورات نقدية سنوية تقدر بنحو 5،395 كرور روبية هندية في فواتير الكهرباء للبلديات".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "طفلا مصريا يتيم الأب من إحدى قرى محافظة الدقهلية، وهو يؤدي واجباته المدرسية في ضوء مصباح عمود الشارع". في الواقع، الصورة من فيروز آباد بأوتار براديش شمال الهند.