يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا بمزاعم انه يظهر "تعرّض سفير ايران لدى بريطانيا للضرب في لندن"، في وقت شهدت ايران احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعدما احتجزتها شرطة الاخلاق الايرانية. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 25 أيلول 2022، يظهر متظاهرين غاضبين مناهضين للنظام الإيراني يعتدون بالضرب على رجل ذُكِر انه عميل للنظام، وفقاً لحسابات اخبارية، وذلك خلال احتجاجهم في لندن على وفاة أميني. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: 1.04 دقيقة مدة الفيديو. المشاهد تظهر رجلا امسك به شرطيان، بينما اقتاداه بعيدا من اشخاص غاضبين كانوا يلاحقونه، هاتفين. ويتلقى ركلات، وتُلقى عليه قنان، ويتعرض للضرب وسط شارع، قبل ان يتمكن الشرطيون من ابعاد ملاحقيه عنه بصعوبة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقا بمزاعم (من دون تدخل) ان "السفير الايراني في لندن أكل تدعيس"، وايضا "شبع طن جلاليق"، و"يتعرض للضرب على متظاهرين".
التدقيق:
جاء انتشار هذا الفيديو في وقت تشهد مدن إيرانية عدة، منذ 16 أيلول 2022، تحركات احتجاجية يومية إثر وفاة الشابة الكردية أميني (22 عاما)، بعد ثلاثة أيام على توقيف شرطة الأخلاق في طهران لها لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي، على ما أوردت وكالة فرانس برس.
وقضى عشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، بينما أكد مسؤولون توقيف مئات المشاركين في التحركات و"أعمال الشغب". وقد أفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل زهاء ستين شخصا على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن، بينما تحدثت منظمات حقوقية خارج الجمهورية الإسلامية عن مقتل أكثر من تسعين.
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا يظهر سفير ايران لدى بريطانيا خلال تعرضه للضرب على يد متظاهرين غاضبين في لندن، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
اولا، الرجل الذي يظهر في الفيديو لا يشبه اطلاقا سفير ايران لدى بريطانيا محسن باهارفند Mohsen Baharvand، الذي استدعته طهران في شباط 2022 للعودة الى البلاد و"نحته عن منصبه" بعد تداول مقاطع مصورة على مواقع التواصل تُظهر نساء بلا حجاب، خلال استقبال في السفارة الإيرانية، على ما أوردت مواقع اخبارية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
كذلك، لا يشبه الرجل في الفيديو (هنا) نائب رئيس بعثة إيران في المملكة المتحدة القائم باعمال السفارة الايرانية مهدي حسيني متين S.M.Hosseini Matin الذي يتولى شؤون السفارة حاليا.
وتأكيداً لذلك، أجرينا لكم مقارنة بين لقطة شاشة للرجل في الفيديو (الى اليمين)، وصورتين لباهارفند (في الوسط) وماتين (الى اليسار).
واذا لم يكن الرجل في الفيديو سفير ايران لدى لندن، فمن هو اذاً؟
في الواقع، يقودنا البحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، الى حسابات، لا سيما اخبارية، نشرته في (26) ايلول 2022، مع شرح انه يظهر "شخصا مواليا لنظام طهران في لندن يتعرّض لضرب مبرح على يد محتجين إيرانيين على مقتل أميني"، على ما نشر موقع ايران انترناشيونال- عربي (هنا)، بينما ذكرت حسابات اخرى انه "تبين ان هذا الرجل كان يصوّر متظاهرين مناهضين للنظام الايراني، خلال تظاهرة في لندن، في 25 ايلول 2022، فتعرّض لهجوم من حشود المتظاهرين" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وهنا وهنا فيديو آخر للرجل ذاته ولكن من زاوية اخرى، نُشر في 25 ايلول 2022.
وذكرت اندبندنت فارسي التي نشرته، أنه "بحسب أحد مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اشتبك محتجون ضد النظام الايراني الاسلامي مع أنصار له في لندن. وفي أحد المقاطع، هاجم أشخاص عميلاً للحكومة الإيرانية واعتدوا عليه بالضرب".
ولم يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عن هذا الرجل من مصادر أخرى.
- اشتباك بين متظاهرين ومتظاهرين في لندن -
الاحد 25 ايلول 2022، اشتبك متظاهرون مع الشرطة خلال تظاهرات احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في العاصمة البريطانية لندن. وقالت الشرطة إن المتظاهرين ألقوا على عناصرها بمقذوفات، واخترقوا الحواجز التي وضعوها لتنظيم الحركة في المنطقة (هنا)
وتم اعتقال 5 أشخاص، حسبما قالت الشرطة، للاشتباه في قيامهم بتصرفات عنيفة. كذلك، وردت تقارير تفيد بوقوع بعض الإصابات في صفوف الشرطة.
وردد عشرات المتظاهرين في لندن شعارات مناهضة للنظام الإيراني، منها، "الموت للجمهورية الإسلامية"، ورفعوا الأعلام الإيرانية السابقة لثورة عام 1979.
وأظهرت مقاطع مصورة، منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاجرات نشبت بين المتظاهرين. وأظهر أحدها صراعا بين شرطيين ومتظاهر حاول اقتحام أحد الحواجز.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "تعرّض سفير ايران لدى بريطانيا للضرب في لندن"، خلال احتجاج على وفاة أميني. في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 25 أيلول 2022، يظهر متظاهرين غاضبين مناهضين للنظام الإيراني يعتدون بالضرب على رجل ذُكِر أنّه عميل للنظام، وفقا لحسابات اخبارية، وذلك خلال احتجاجهم في لندن على وفاة أميني.