الياس ضاهر. الاسم يضجّ في وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، منذ انتشار التقرير عن أ. ض. ض، العسكريّ المتقاعد (54 عاماً)، الذي أوقفته مخابرات الجيش بتهمة "هتك عرض 30 طفلاً تقريباً في بلدة القاع" في قضاء بعلبك بمحافظة البقاع. وفي وقت احتل وسم سفاح الأطفال المرتبة الأولى في تويتر في لبنان، سارع مستخدمون لوسائل التواصل التواصل الاجتماعي، بخفة وبطريقة غير مسؤولة، إلى نشر صور مزعومة لـ"مغتصب الأطفال في القاع"، تبيّن بعد التدقيق فيها ان صورتين تعودان لرجلين اسمهما الياس ضاهر، لكنهما ليسا الرجل الموقوف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت وسألت من أجلكم
الثلثاء 5 تموز 2022، نشرت "النهار" تقريراً (هنا) عن جريمة اغتصاب أطفال مروّعة في البقاع، بحيث "أقدم "أ.ض.ض."، العسكريّ المتقاعد (54 عاماً)، على هتك عرض 30 طفلاً تقريباً، من اللبنانيين والسوريين المقيمين في بلدة القاع"، وفق لما صرح مصدر أمني لـ"النهار".
ووفقا للمعلومات، كان الجاني يترصّد ضحاياه من خلال مقهى يملكه في داخل البلدة، ويعمد إلى اصطياد الأطفال عبر إغوائهم وتخديرهم وهتك أعراضهم، من دون اهتمام بالآثار الجسديّة والنفسيّة السلبيّة وطويلة الأمد التي ستُصيب هؤلاء الأطفال المغتصَبَين.
وقد بدأت القضيّة الظهور إلى العلن حين افاق أحد الضحايا الأطفال من تأثير حبوب المخدّر ليجد نفسه عارياً في داخل منزل المغتصب في البلدة، فذهب إلى ذويه وأخبرهم بما حصل ليكتشف الأهل تعرّض طفلهم للاغتصاب من قبل هذا الوحش، فما كان منهم إلا أن أبلغوا فرع مخابرات الجيش في المنطقة الذي عمل منذ أسبوع على توقيف بالجرم المشهود مع طفل آخر، إثر عمليّة مراقبة دقيقة ومكمن أمني. بعد ذلك، بوشرت التحقيقات مع المغتصِب، فضبطت في هاتفه الخليويّ فيديوهات وصور لعدد كبير من الأطفال ناهز الـ30 من ضحاياه، وانتزعت منه اعترافات بعدد من التهم المنسوبة إليه، بعد مواجهته بالأدلة والإثباتات.
كذلك أظهرت التحقيقات تورّط المجرم بتجارة المخدرات، فتمّت احالته على فصيلة رأس بعلبك في قوى الأمن الداخلي، حيث لا يزال موقوفاً لديها للتوسّع في التحقيق معه بناء على إشارة القضاء المختصّ ومكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في الشرطة القضائيّة.
- حقيقة صورتين -
مع تردّد صدى الجريمة المروعة لـ"أ.ض.ض"، عمد مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي الى نشر صور، بعشوائية وبعدم مسؤولية، بمزاعم انها تعود لـ"مغتصب الاطفال في القاع" الياس ضاهر ضاهر، ضمن منشورات غاضبة، داعية الى الاقتصاص منه. ولكن بعد التدقيق فيها، تبيّن ان صورتين لا علاقة لهما بالموقوف المتهم.
* الصورة 1-
في الواقع، الرجل الظاهر في الصورة اعلاه اسمه الياس ضاهر، وهو "كاتب في بلدية القاع"، على ما قال رئيس البلدية بشير مطر لـ"النهار"، و"قد ظُلم كثيرا بتناقل صورته من دون وجه حق".
قبل ساعات، نشر مطر، في صفحته في الفايسبوك (هنا)، لقطتين له مع الياس ضاهر، "كاتب البلدية"، مستنكرا التعرّض له في هذا الشكل المعيب. وكتب: "هذا الانسان ظُلم بعدما عمد بعض الاغبياء السفهاء الى نشر صورته واتهامه بجريمة التحرش بالاطفال لمجرد التشابه بالاسماء". ووصفه بأنه "من خيرة الاوادم".
هذا التشابه في الاسماء لفت اليه، بدوره، كاتب البلدية الياس ضاهر، الذي دعا عبر صفحته في الفايسبوك (هنا) إلى "توخي الحذر والدقة في استقاء المعلومات ونشرها منعاً للتعرض لكرامة الناس والتشهير بهم"، مستنكرا "الجريمة الشنيعة بحق الطفولة"، التي حصلت.
* الصورة 2 -
كلا، هذا الرجل ليس "المجرم المغتصب"، كما زعم المنشور، وذنبه الوحيد ان اسمه الياس ضاهر.
ووفقا للمعلومات عنه، فإن اسمه الثلاثي هو الياس اديب ضاهر، وهو "عسكري متقاعد"، رب عائلة محترم، و"من خيرة الاوادم"، على ما قال رئيس بلدية القاع بشير مطر لـ"النهار"، مستنكرا اقحام صورته واسمه، من دون وجه حق، في جريمة الاغتصاب.