جلبة في المكان. فيديو يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انه يظهر رجال "إل تشابو يدخلون المستشفيات لاختطاف الأطباء والممرضات"، في وقت ألقت السلطات المكسيكية القبض على أوفيديو غوسمان، ابن بارون المخدرات الشهير المسجون في الولايات المتحدة خواكين "إل تشابو" غوسمان الخميس 5 كانون الثاني 2023. غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، هذه المشاهد قديمة، بحيث تعود الى 16 آب 2017، وهي مصوّرة في مستشفى روزفلت في غواتيمالا.
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
19 ثانية فقط. المشاهد تظهر أشخاصا تجمعوا في رواق، وسط جلبة في المكان. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "ال تشابو يدخلون المستشفيات اليوم لاختطاف الأطباء والممرضات".
جاء تداول الفيديو في وقت ألقت السلطات المكسيكية القبض على أوفيديو غوسمان، ابن بارون المخدرات الشهير المسجون في الولايات المتحدة خواكين "إل تشابو" غوسمان، في مدينة كولياكان في شمال غرب المكسيك بتهمة إدارة "فصيلة لوس مينوريس المرتبطة بكارتل الهادئ"، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس في تقرير الخميس 5 كانون الثاني 2022.
وقد أودت العملية العسكرية التي أفضت إلى توقيف غوسمان الخميس بحياة 10 عسكريين و19 مسلّحا قضوا في اشتباكات، حسبما أعلنت الحكومة الجمعة 6 منه. وقال وزير الدفاع لويس كريسينسيو ساندوبال في تصريحات للإعلام إن "10 عسكريين... قضوا للأسف خلال تأدية مهامهم"، مشيرا إلى سقوط "19 قتيلا" أيضا في أوساط المجرمين المفترضين.
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث يقود الى صحيفة Prensa Libre الغواتيمالية التي نشرت هذه المشاهد ضمن فيديو بنسخة أطول (4.43 دقائق)، في حسابها في يوتيوب في 16 آب 2017 (هنا) بعنوان: "هكذا عانى عاملون في المستشفى من هجوم مسلح". ويمكن مشاهدة المقطع المتناقل في التوقيت 1.14 في الفيديو أدناه.
واضافت: "صوّر أحد العاملين في مستشفى روزفلت (في غواتيمالا) لحظات التوتر التي عاشها الموظفون بسبب هجوم مسلح..." (هنا ايضا).
وأوردت الصحفية في تقرير يومذاك (هنا) ان "أفراد عصابة ارادوا تحرير رفيقهم السجين في مستشفى روزفلت، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 12 آخرين خلال هجوم مسلح تسبب بتوتر...".
وقال مدير الشرطة المدنية الوطنية نيري راموس إن السجين الذي سعت العصابة الى تحريره "تمكّن من الفرار. وهو أندرسون دانيال كابريرا سيفوينتس، 29 عامًا، العضو في (عصابة) سالفاتروشا "مارا"، المسجون في فرايجانيس 2، ونُسبت إليه 20 جريمة قتل على الأقل. وتم نقله إلى المستشفى من أجل موعد طبي أذن به القاضي".
وروى مرضى وعاملون طبيون انهم سمعوا طلقات نارية عدة وأشخاصًا يجرون عبر أروقة المستشفى. وذكرت إحدى الممرضات أن أفراد العصابة عمدوا الى ضرب الجدران والأبواب لإثبات وجودهم.
وعلى الاثر، دخلت قوى الامن المستشفى وفتشت الغرف والاسطح والاقبية والمناطق المعزولة لاستعادة السيطرة على المستشفى بينما ساد الذعر المبنى...
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "رجال إل تشابو يدخلون المستشفيات لاختطاف الأطباء والممرضات". في الواقع، هذه المشاهد قديمة، بحيث تعود الى آب 2017، وهي مصورة في مستشفى روزفلت في غواتيمالا.