المتداول: صورة للمغنية العالمية سيلين ديون "على سرير المستشفى"، وفقا للمزاعم.
لكنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة المتناقلة مركّبة. والصورة الاصلية التي نُشِرت عام 2014، تظهر فيولا سيموندز على سرير المستشفى بعدما عثر عليها المسعفون في غرفة مظلمة وقذرة في منزل ابنتها بمدينة اوريليا في أونتاريو بكندا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر المغنية العالمية سيلين ديون بوجه متعب، بينما تمددت على سرير المستشفى. ويتم تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي مع دعوة الى "الصلاة من أجل سيلين ديون كي تتحسن بعدما استسلمت اثر وفاة زوجها"، و"نتمنى لها الشفاء العاجل".
- حقيقة الصورة -
جاء تداول الصورة بعدما أعلنت المغنية العالمية سيلين ديون، في كانون الاول 2022، أنها مصابة بمتلازمة الشخص المتيبس، وهو اضطراب عصبي نادر له سمات أحد أمراض المناعة الذاتية.
وقد أخبرت المغنية الكندية متابعيها على موقع إنستغرام أن المرض يجعل عضلاتها متشنجة بشكل غير مريح (هنا، هنا، هنا...). وخاطبت معجبيها قائلة: "أنا آسفة، لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً للوصول إليكم. أفتقدكم جميعاً كثيراً ولا أطيق الانتظار حتى أكون على خشبة المسرح وأتحدث إليكم شخصياً".
وقد أصبحت المغنية غير قادرة على المشي بسهولة نتيحة المرض وتواجه صعوبة في الغناء، على ما قالت، وهذا يعني عدم قدرتها على المشاركة في حفلات كانت مخططة للعام المقبل في المملكة المتحدة وأوروبا.
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بسيلين ديون، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا امام الصورة الاصلية منشورة في مواقع اخبارية، لا سيما كندية، عام 2014 ضمن تقارير عن فيولا سيموندز Viola Simonds، المرأة المسنة التي عثر عليها المسعفون بحالة يرثى لها في غرفة مظلمة وقذرة بمنزل ابنتها في مدينة اوريليا بأونتاريو في كندا (هنا، هنا...).
وظهور الصورة الاصلية يعني ان الصورة المتناقلة مركبة، معدلة رقميا، باستبدال وجه سيموندز بوجه ديون. واليكم مقارنة بين الصورة الاصلية (ادناه الى اليمين)، والصورة المركبة (الى اليسار).
وقد اثارت قضية سيموندز (76 عاما) ضجة واسعة في كندا يومذاك. عام 2015، حكم قاضٍ على ابنتها ديانا ديفي بالسجن عاماً وسنتين تحت الرقابة، لارتكابها إساءة معاملة طويلة الأمد لوالدتها سيمون. كذلك، طال الحكم بالسجن زوجها جيمس ديفي (هنا، هنا، هنا...).
وفي التفاصيل، تم العثور على سيموندز مغطاة بالأوساخ والدم والبراز والقيء عارية في غرفة قذرة رشت نافذتها باللون الأسود في منزلها في أوريليا في 26 ايار 2011.
وقد تم نقل سيموندز، التي كانت ممرضة في أيام شبابها، إلى المستشفى. لكنها كانت تعاني تلفا شديدا في الدماغ والأعضاء بسبب الجفاف والجوع الامر الذي منع خضوعها لعملية لإصلاح مفصل الفخذ. وقد توفيت بعد أشهر في دار للرعاية.
وقد انتقد القاضي ابنة سيموندز وزوجها لرفضهما قبول المساعدة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وللتنقل من مكان إلى آخر للتهرب من الأخصائيين الاجتماعيين والأسرة. وقال لهما: "لقد عزلتماها عن عائلتها وسلبتماها السنوات القليلة المتبقية الثمينة التي كان بإلامكان الاستمتاع بها معها".
وأشار القاضي إلى أن الابنة ديانا لم تظهر أي ندم، وأن كلماتها كانت إلقاء اللوم على عائلتها بسلسلة من الاتهامات ضدها.
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر المغنية العالمية سيلين ديون "على سرير المستشفى". في الواقع، الصورة مركّبة. والصورة الاصلية التي نُشِرت عام 2014، تظهر فيولا سيموندز على سرير المستشفى بعدما عثر عليها المسعفون في غرفة مظلمة وقذرة في منزل ابنتها بمدينة اوريليا في أونتاريو بكندا.