في ظلّ التحديات الاقتصادية التي تعيشها أوروبا ومع ارتفاع كلفة الطاقة بسبب الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، ظهرت على صفحات وحسابات عربية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر "احتجاجات في تشيكيا على ارتفاع فواتير الكهرباء والمعيشة عموماً". إلا أن الصورة تعود لسنة 2019، ولا علاقة لها بأزمة الطاقة في أوروبا.
تظهر في الصورة ما يبدو أنها تظاهرة حاشدة.
وجاء في التعليقات المرفقة أنها تُظهر احتجاجات حديثة في تشيكيا على ارتفاع ثمن الوقود والغاز والمعيشة بشكل عام.
ويأتي انتشار هذه الصورة بهذا السياق في ظلّ الارتفاع الصاروخيّ في أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسيّ لأوكرانيا، ما ينعكس سلباً على الاقتصادات الأوروبيّة بشكل خاص.
وقبل أيام، حذّر المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصاديّة باولو جنتيلوني من أن مخاطر حصول ركود في أوروبا تتزايد مع الارتفاع في أسعار الطاقة.
وقال "أسعار الطاقة حطّمت مستويات قياسية جديدة والتضخم يواصل نزعته التصاعديّة والمؤشرات الاقتصاديّة تتفاقم".
وفي مواجهة هذه التحدّيات، حثّ جنتيلوني، وهو رئيس وزراء إيطالي سابق، دول الاتحاد الأوروبي على "التدخل حسب الحاجة بروح تضامن"، في إشارة مبطّنة إلى المعارك القديمة بين الدول الأكثر ثراء والدول الأكثر فقراً وضعفاً.
هل حصلت تظاهرات في تشيكيا أخيراً؟
نعم، فبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في براغ، شارك نحو 70 ألف شخص في تظاهرة في وسط براغ التاريخي السبت في الثالث من أيلولالجاري للتنديد بالحكومة التي يتّهمونها بصبّ اهتمامها على أوكرانيا.
وحملت التظاهرة شعار "الجمهورية التشيكية أولاً" وسلّط المشاركون فيها الضوء على التضخم المتزايد تحت وطأة ارتفاع أسعار الطاقة.
وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة وينسيسلاس التاريخية في براغ باستقالة حكومة يمين الوسط بزعامة بيتر فيالا والتي تولّت مهامها في كانون الأول الماضي.
حقيقة الصورة
لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بهذه التظاهرات.
فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنها، وصوراً مشابهة، منشورة في حزيران 2019 على مواقع إخباريّة أوروبيّة، ما ينفي أن تكون مصوّرة في الأيام الماضية مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
وفي ذلك الحين، في الثالث والعشرين من حزيران 2019، خرجت تظاهرات ضخمة في تشيكيا، وُصفت بأنها الأكبر منذ سقوط الشيوعية في العام 1989.
وقد التقط مصوّرون لوكالة فرانس برس صوراً مشابهة للتظاهرة تلك في حزيران 2019، والتي طالبت بإسقاط الحكومة.