المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "الرئيس الاميركي السابق دونالد بثياب السجن بعد اعتقاله رسميا بتهم فدرالية".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة ليست حقيقية، لكونها منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد دفع ترامب أمام المحكمة الفدرالية في ميامي، الثلثاء 13 حزيران 2023، ببراءته من التّهم الجنائية الموجّهة إليه. وسُمِح له بمغادرة المحكمة من دون فرض اي شروط على سفره. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بثياب السجن البرتقالية، بينما كان يوقع أوراقا، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك فيها، عبر حسابات، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "رسميًا... اعتقال دونالد ترامب بتهم فيدرالية، وسيمثل أمام القاضي قريبا".
- جلسة محاكمة تاريخية -
تزامن انتشار الصورة مع مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أمس الثلثاء 13 حزيران 2023، امام المحكمة الفدرالية في ميامي، في مواجهة 37 اتهاما بإساءة التعامل مع أسرار حكومية ورفض إعادة وثائق سرّية والتآمر لإخفائها، بعدما بات أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة توجّه له هيئة محلفين فدرالية كبرى اتهامات.
وقد دفع ترامب أمام المحكمة ببراءته من التّهم الجنائية الموجّهة إليه. وقدم محاميه مذكرة للمحكمة أكد فيها براءة موكله من التهم الـ37. وقال المحامي تود بلانش للقاضي "نحن بالتأكيد ندفع بالبراءة (من الاتهامات)".
وباستمكال إجراءات توجيه الاتّهام خلال المحكمة، أعلن القاضي جوناثان غودمان، بعد أقلّ بقليل من ساعة على انطلاق الجلسة، رفعها، على ما ذكرت وكالة فرانس برس (هنا).
وقد سُمح لترامب بمغادرة المحكمة من دون أي قيود على السفر داخليا أو خارجيا (هنا).
ولكن ماذا عن الصورة المتناقلة التي يظهر فيها ترامب بثياب السجن؟
ليست حقيقية، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، الصحافي البريطاني اليوت هيغينز، مؤسس موقع Bellingat، والذي نشرها في حسابه في تويتر، في 21 آذار 2023 (هنا، هنا)، مع مجموعة من الصور لترامب "خلال توقيفه وفي السجن"، مستخدما لانشائها برنامج Midjourney للذكاء الاصطناعي، على ما أكد.
وهذا يعني ان الصورة ليست حقيقية، على غرار المجموعة المرفقة بها.
ملاحظة: ثمة مؤشرات في الصورة الى انها منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي، منها اصابع يدي ترامب غير المتناسقة او المتآكلة. وقد اشرنها اليها بالاحمر أدناه.
وسبق ان انتشرت صور أخرى لهيغينز بمزاعم خاطئة، ونشرنا عنها مقالة تدقيق (هنا، هنا).
ما الذي نعرفه عن الاجراءات القضائية التي واكبت مثول ترامب أمام المحكمة الفدرالية في ميامي؟
في الواقع، أورد موقع "سي أن أن" (هنا، هنا) أنه "تم وضع ترامب قيد الاعتقال بعد وصوله إلى المحكمة، لأخذ نسخة من بصمات أصابعه. ولكن لا يُتوقع التقاط صورة له نظرا لمنصبه السابق، فيما تم اعتقال مساعده، والت ناوتا، وأخذ بصمات أصابعه".
وباستيضاح شبكة "سي بي إس نيوز" (هنا) المحامية والمتحدثة باسم ترامب، ألينا هبّا Alina Habba، ما إذا كان تمّ اعتقال ترامب وأخذ بصمات أصابعه والتقاط صورة جنائية تعريفية له، اجابت: "الرئيس ترامب في وضع فريد للغاية، لا حاجة له فيه إلى التقاط صورة جنائية تعريفية".
وتابعت: "ترامب ليس شخصا قد يهرب في أي وقت. انه المرشح الرئيسي للحزب الجمهوري في الوقت الحالي. ويمر بعملية تم تنسيقها مع الخدمة السرية وسيتم التعامل معها بسلاسة".
واوضحت شبكة "سي بي إس نيوز" ان "سلطات إنفاذ القانون تنفّذ عملية اعتقال عندما يكون هناك سبب محتمل لارتكاب جريمة. اما في حالة الاستدعاء، فالامر مختلف. ويحصل ذلك بعد تقديم لائحة اتهام، ويكون أول مثول للمتهم أمام المحكمة، حيث تتلى عليه حقوقه والتهم الموجهة إليه. وخلاله، يقدم لائحته الجوابية على هذه التهم.
وبالتالي لم يتم اعتقال ترامب وتقييد يديه. بدلاً من ذلك، سلّم نفسه ومثل أمام المحكمة لمواجهة التهم.
في المحاكم الفدرالية، يتم عادة التعامل مع المدعى عليه بعد استدعائه. لكن ترامب أكمل اجراءات الحجز قبل دخول قاعة المحكمة. وكان من المتوقع أخذ حمضه النووي، الذي يضم الى قاعدة بيانات، وهو اجراء مطلوب في نظام المحاكم الفدرالية. كذلك، تم أخذ بصمات أصابعه.
الا انه لم يتم تقييد يديه، ولكن بدلاً من ذلك كان في عهدة المارشالات الأميركيين، وفقا لمسؤول مطلع. وبدلاً من التقاط صورة جنائية تعريفية له، استخدم المسؤولون صورة رسمية له. وبعد اتمام اجراءات الحجز، دخل ترامب ومحاموه قاعة المحكمة، حيث قدم محاميه تود بلانش مذكرة ببراءته من جميع التهم".
بعد مغادرة ترامب قاعة المحكمة، نقله موكبه إلى مطعم كوبي شهير في ميامي، حيث أحنى رأسه مع اثنين من القساوسة وحاخام للصلاة، وصافح أنصاره، ووزع ابتسامات واطلق نكات، ووقف لالتقاط صور معه، على ما أوردت وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية (هنا، هنا).
وبعد عودته من ميامي، ألقى خطابا أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجيرسي، اتّهم فيه خلفه الديموقراطي الرئيس جو بايدن بأنّه "فاسد" ويسعى للإطاحة "بخصمه السياسي الأبرز"، على ما ذكرت وكالة فرانس برس (هنا).