في ظلّ أزمة سياسية داخل الائتلاف الحاكم في إيطاليا، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه لتظاهرة حديثة هناك تُطالب بإسقاط الحكومة. لكن هذا الفيديو في الحقيقة يعود للعام الماضي، وهو يصوّر احتجاجاً على إجراءات مكافحة كوفيد-19 آنذاك.
يظهر في الفيديو المتداول مئات المتظاهرين يرفعون أعلاماً من بينها أعلام إيطالية، في ما يبدو أنها ساحة عامّة.
انطلقت احتجاجات اليوم لـ "#أصدقاء_بوتين" في #إيطاليا - هكذا وصف #جوزيب_بوريل رئيس الدبلوماسية الاوربية أن الإيطاليين والهولنديين غير راضين عن سياسات حكوماتهم. وقال إن الإضراب ليس من الفلاحين. ومن المضحك أن بوتين لديه أصدقاء في #إيطاليا و #هولندا أكثر من سلطات هذه الدول. pic.twitter.com/coN0Qus71X
وجاء في التعليقات المرفقة أن هذه التظاهرة جرت في الأيام الماضية، وأن سببها هو الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية في إيطاليا، فيما ذهب آخرون لاعتبار هذه التظاهرة من تداعيات الموقف الإيطالي المؤيّد لأوكرانيا ضدّ روسيا.
أزمة سياسية ويأتي ظهور هذا الفيديو بهذا السياق في ظلّ أزمة سياسيّة تطلّ على الائتلاف الحاكم في إيطاليا. وتتركّز التوتّرات داخل الحكومة على قضايا داخلية، ولا سيّما مشروع قانون لمساعدة الشركات والعائلات بوجه التضخّم، وأيضاً تسهيل بناء محرقة للقمامة في روما يراها بعض المشاركين في الحكومة مكلفة ومسبّبة للتلوّث وغير فعالة.
وكتبت صحيفة "إيل كورييري ديلا سيرا" اليومية صباح الخميس "الحكومة على بعد خطوة واحدة من الأزمة".
الفيديو؟ أما الفيديو المرفق بالمنشورات، فقد أظهر التفتيش عنه على محرّكات البحث أنه منشور بالفعل في مواقع إيطالية، منها مواقع تحدّثت بالفعل عن أن التظاهرة حديثة.
لكن عدداً من المتابعين أشاروا في تعليقاتهم إلى أن التظاهرة قديمة وتعود لزمن الاحتجاج على "الجواز الصحّي" Green Pass الذي اعتُمد للمساهمة في مكافحة انتشار كورونا.
إثر ذلك، أرشد التفتيش على موقع يوتيوب باستخدام عبارات "تظاهرة ضدّ الجواز الصحّي" باللغة الإيطالية إلى مجموعة واسعة منالفيديوهات، من بينها فيديوهات فيها المشاهد نفسها الموجودة في الفيديو المتداول.
ونُشرت هذه المقاطع في تشرين الأول من العام 2021، ما يدحض أي علاقة لها بتظاهرات حديثة في إيطاليا.
وقد التقط مصوّرو وكالة فرانس برس صوراً ومشاهد عدّة من تلك التظاهرات والاحتجاجات التي جرت العام الماضي ضدّ التشدّد في الإجراءات الصحيّة.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.