النهار

"تركيا تفرغ سدودها بأقصى طاقة وتحذيرات من انهيارها"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"تركيا تفرغ سدودها بأقصى طاقة وتحذيرات من انهيارها"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "افراغ تركيا سدودها بأقصى طاقة ممكنة وتحذيرات من انهيارها"، وذلك اثر الزلزال العنيف الذي ضربها الاثنين 6 شباط 2023. غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، هذا الفيديو قديم، بحيث يعود الى حزيران 2022، وهو مصوّر في الصين. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
15 ثانية فقط. المشاهد تظهر سيولاً كبيرة تدفقت بقوة من قنوات لتجتاح طرقاً على ما يبدو. وقد تكثّف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "تركيا تفرغ سدودها باقصى طاقة ممكنة و تحذيرات بانهيارها". 
 
 
- أكثر من 39 ألف قتيل - 
جاء تداول هذا الفيديو في وقت تستمر حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين 6 شباط 2023 وبلغت قوته 7,8 درجات، في الارتفاع. وقد بلغت مساء الثلثاء 14 منه، 39106 قتلى، هم 35418 في جنوب تركيا، و3688 قتيلاً في سوريا، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس. 
 
وقد دخلت الثلثاء أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة عبر معبر باب السلامة الحدودي بين تركيا ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، وذلك بعد ثمانية أيام من الزلزال المدمّر الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية "أكبر كارثة طبيعية خلال قرن" ضمن منطقتها الأوروبية.
 
- حقيقة الفيديو - 
غير أن الفيديو المتناقل لا علاقة له بتركيا او بالزلزال الذي ضربها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا بواسطة محرك Yandex، الى حسابات، لا سيما صينية اخبارية، نشرته في 12 حزيران 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا)، مع شرح: "في 12 حزيران، كانت هناك عاصفة ممطرة غزيرة في جويبينغ Guiping وقوانغشى Guangxi. وقد تم فتح قنوات الصرف من دون إخطار القرويين، مما أدى إلى فيضانات شديدة في العديد من البلدات والقرى، وقد غمرت السيول مدرسة جينتيان Jintian رقم 3 المتوسطة". 
 
 
 
كلمات مفاتيح بالصينية تقودنا الى مواقع اخبارية، لا سيما صينية (هنا، هنا، هنا، هنا)، نشرت هذا الفيديو ضمن تقرير عما حصل في 12 حزيران 2022، اذ "تسببت أمطار غزيرة في قوانغشي بالصين بكارثة. فقد تسبب خزان جينتيان Jintian في الروافد العليا لنهر شيجيانغ Xijiang في جويبينغ وقوانغشى بحصول فيضانات سريعة، الأمر الذي اغرق العديد من البلدات والقرى في سيول، وقد أغرقت المياه مدرسة جينتيان رقم 3 المتوسطة"، وفقا لما أورد موقع VCT News (هنا).
 
 
وقال سكان بلدة جينتيان إنه كان يجب إبلاغ الناس عن تصريف مياه الخزان، لكن لم يحصل ذلك، وفقا لما ذكر موقع ntdtv (هنا). ونقل عن موظفين في مدرسة جينتيان الإعدادية رقم 3 إنه "بعدما انطلق السيل الجبلي، دخلت المياه المكان لتغمره". 
 
 يومذاك أعلنت وزارة الموارد المائية الصينية اليوم اطلاق استجابة طارئة من المستوى الرابع في مواجهة الامطار الغزيرة في سبع مناطق على مستوى مقاطعات، بينها فوجيان، وجيانغشي، وهونان، وقوانغدونغ، وقوانغشي، وقويتشو، ويوننان (هنا، هنا).
 
- "اطلاقات السدود التركية طبيعية" -
بعد انتشار الاخبار عن "فتح تركيا سدودها بعد الزلزال"، علقت وزارة الموارد المائية العراقية، في منشور في 10 شباط 2023 (هنا)، بأنها "تتابع هذه الأنباء بشكل جدي، والبيانات الرسمية الواصلة اليها لحد الآن تشير الى أن السدود التركية واطلاقاتها طبيعية، ولم تؤشر حتى الآن الى أي زيادة ملحوظة في محطات القياس الرئيسية على نهري دجلة والفرات...". 
 
 
 
- نفي تركي -
من جهة أخرى، نفت تركيا تعرّض سدودها لتشققات او انهيارات (هنا، هنا) من جراء الزلزال. ونقلت وكالة الاناضول التركية "تأكيد نائب الرئيس فؤاد أقطاي أنه تم فحص السدود في مناطق الزلزال على الفور... وهي تحت السيطرة. وليست لدينا أي مشاكل".
 
لكنه لفت الى "تصريف تدريجي لمياه سد سلطان سويو بملاطية Malatya Sultansuyu لأغراض احترازية فقط تجنبا للاخطار. واذا شهد مواطنونا في الجوار ذلك، فانه مجرد اجراء احترازي" (هنا ايضا). 
 
كذلك، صرح وزير الزراعة والغابات وحيد كِيريشتشي Vahit Kirişçi، عبر حسابه في تويتر، أن "الادعاءات حول انهيار سد يارسيلي Yarseli في هاتاي لا أساس لها"، مشيرا الى أنه "تمت متابعة اوضاع السدود والبرك في منطقة الزلزال على الفور". واشار الى انه "سيتم فحصن السدود في هاتاي، ويجب عدم الاخذ بالتصريحات الصادرة خارج المؤسسات الرسمية" (هنا).
 
بدوره أكد حاكم هاتاي رحمي دوغان، على حسابه في تويتر، أن "الادعاء حول انهيار السد لا يعكس الحقيقة". 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "افراغ تركيا سدودها بأقصى طاقة ممكنة وتحذيرات من انهيارها"، وذلك اثر الزلزال العنيف الذي ضربها الاثنين 6 شباط 2023. في الواقع، هذا الفيديو قديم، بحيث يعود الى 12 حزيران 2022، وهو مصوّر في الصين. وقد نفت تركيا تعرّض سدودها لتشققات او انهيارات من جراء الزلزال. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium