يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وهو سكران". غير ان هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو مركب، وقد تم تبطيء الصوت فيه. والفيديو الأصلي يظهر الرئيس تبون يتكلم طبيعيا خلال مقابلة معه في 24 شباط 2023. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
1.34 دقيقة. المشاهد تظهر الرئيس تبون متكلما بلسان ثقيل، مرتبك كأنه سكران، بينما وضعت امامه عبوات من المشروبات الكحولية، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا...)، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "رئيس الجزائر سكران".
- حقيقة الفيديو -
غير ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، مثل الجزائر مستهدفة من كل الجوانب لأنها دولة لا تحب الانبطاح، وهي التعابير التي تسمع في الفيديو، يوصلنا فورا المقطع الاصلي منشورا، بهذا العنوان، في قناة "الجزائر الدولية" في يوتيوب، ضمن مقابلة أكبر مع الرئيس تبون، في 24 شباط 2023 (هنا).
ويمكن مشاهدة المقطع المتناقل في التوقيت 0.22 في التسجيل الاصلي ادناه.
وواضح في الفيديو الاصلي ان الرئيس تبون كان يتكلم طبيعيا، بكلام واضح، بخلاف ما أوحى به المقطع المتناقل، بحيث يمكن الاستنتاج ان الصوت فيه تم تبطيئه عمدا، للايحاء بان لسان تبون كان ثقيلا والرئيس كان مرتبكا في الكلام.
وهنا المقابلة الكاملة مع تبون. وقد جاءت في اطار لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وتطرق خلالها الى القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديبلوماسية، وتم بثها مساء الجمعة 24 شباط 2023 على القنوات التلفزيونية والإذاعية.
وشدّد خلالها تبون على أن "الجزائر تمكنت في السنوات الأخيرة من استرجاع المكانة التي تستحقها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا رغم محاولات استهدافها"، مشيرا الى أن "البناء الحقيقي للجمهورية الجزائرية بدأ فعلا وأن الشعب اليوم هو السيد".
وقال: "نحن بالمرصاد لكل محاولات استهداف البلاد"، موضحا أن الأطراف التي تريد استهداف الجزائر تحاول ذلك "من الداخل" من خلال استغلال بعض الجزائريين الذين "باعوا وطنهم، وولاءهم هو للسفارات الأجنبية"، وذلك نظرا لصعوبة استهداف الجزائر من الخارج، لأنها قوية وتملك مقومات تحمل الأزمات.
وأكد ان الجزائر "مستهدفة، لأنها لا تقبل الانبطاح، والمواطن الجزائري يفتخر بدولته التي تسير برأسها مرفوعا بين الأمم" (هنا، هنا، هنا...).
ملاحظة مهمة: واضح أيضا في التسجيل الاصلي اعلاه غياب اي مشروبات كحولية امام الرئيس تبون، بخلاف ما يظهر في المقطع المتناقل. وهذا يعني اذاً ان صورة المشروبات رُكّبت على الفيديو.
في الواقع، يقودنا البحث العكسي عن لقطة لهذه المشروبات الى مواقع اخبارية عديدة نشرت هذه الصورة، في 25- 26 آذار 2016 (هنا، هنا، هنا...) ضمن تقرير عن "كشف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف بالسعودية، أحد أكبر الحفلات الماجنة، التي تمت داخل بدروم فيلا مجهز بكامل الأدوات اللازمة لتحويله مرقصا، حيث أوقفت الحفلة التي ضمت 10 فتيات، منهن ثلاث أجنبيات، يقابلهن 11 شاباً تم ضبط أربعة منهم والبقية هربوا من الموقع أثناء الدهم. إلا أن مركباتهم الواقفة هي مَن عرّفت عليهم بعد التحفظ عليها من قِبَل الجهات الأمنية، التي تواجدت كمباشرة للحالة"، وفقا لما أوردت صحيفة "سبق".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وهو سكران". في الواقع، الفيديو مركب، وقد تم تبطيء الصوت فيه. والفيديو الأصلي يظهر الرئيس تبون يتكلم طبيعيا، خلال مقابلة معه في 24 شباط 2023.