تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر "اشتباكاً خلال اجتماعٍ لقوى سياسيّة معارضة في السودان"، في ظلّ أزمة تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يصوّر شجاراً في برلمان جمهورية أرض الصومال.
يظهر في الفيديو (مثل هنا) أشخاص يتعاركون داخل ما يبدو أنّها قاعة مؤتمرات أو مقرّ رسميّ، وجاء في النصّ المرافق "اشتباكات عنيفة بين القحاتة (قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان) اليوم وأنباء عن إصابات".
انطلاق الحوار في السودان
حظي الفيديو بمئات المشاركات من صفحات سودانيّة عدّة في مواقع التواصل، وذلك بعد أيّام على انطلاق حوار بين العسكريين وأحزاب سياسية سودانية بالخرطوم في الثامن من حزيران برعاية أممية وإفريقية، لحلّ الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري، في غياب أطراف رئيسية معارضة.
وكان تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان قد أعلن مقاطعته للحوار، كما رفض حزب الأمة أكبر الأحزاب السياسية في البلاد المشاركة أيضاً، لعدم اكتمال الظروف المؤاتية له.
وغاب أعضاء من لجان المقاومة التي ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد البشير وقادت تظاهرات مناهضة للانقلاب خلال الآونة الأخيرة.
حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو في الحقيقة لا علاقة له بالسودان.
فقد أرشد البحث إلى نسخة أخرى من الفيديو ملتقطة من زاوية أخرى للشجار نفسه، على حساب صحافيّ صوماليّ على تويتر.
وجاء في النصّ المرفق به أنّه يظهر شجاراً في برلمان جمهوريّة أرض الصومال، المعلنة من جانب واحد في شمال الصومال، على خلفيّة الانتخابات الرئاسيّة.
وذكر التعليق أنّ صحافيّاً صوماليّاً آخر يدعى خالد فودهادي، هو من التقط هذه المشاهد.
وبالفعل يمكن العثور على المقطع نفسه في حسابه الرسميّ على موقع فايسبوك منشوراً بتاريخ 23 أيّار 2022.