تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بمقطع مصوّر يظهر، وفقا للمزاعم، "صاروخ كينجال الروسي الأسرع من الصوت، خلال استخدامه اليوم لتدمير مستودع للأسلحة الاوكرانية على عمق 136 متراً تحت الارض"، و"شاهدوا ذهول المراسل الاميركي لدى رؤيته قوة الانفجار". غير أنّ هذا الادعاء خاطئ. في الواقع، هذه المشاهد غير حقيقية لكونها تلاعبا رقميا فنيا أنجزها ونشرها حساب InsanePatient2 في 28 شباط 2022، بعنوان: ماذا لو بدأت روسيا حرباً نوويّة؟ FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: المقطع المصوّر سريع جدا. 17 ثانية فقط. ويشاهد فيه ما يبدو انه صاروخ يسقط في مكان ما، مخلّفا وراءه انفجارا هائلا، بينما يُسمع في الخلفية صوت رجل وهو يصرخ "يا الهي" بالانكليزية. منذ ساعات، تكثّف التشارك في الفيديو، عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صاروخ كينجال الروسي تبلغ سرعته 12 الف كم في الساعة وهو أسرع من الصوت بـ١٠ مرات تم إستخدامه اليوم لتدمير مستودع للأسلحة الاوكرانية بعمق ١٣٦ متر تحت الارض (شاهد ذهول المراسل الامريكي حينما رآه فجأة)".
التدقيق:
في الواقع، بيبّن البحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، انه سبق ان انتشر في (25) آذار 2022 (هنا). ونشرت عنه مواقع اخبارية عربية تقارير بعنوان: "شاهد... صاروخ كينجال الروسي يُدمر مستودع أسلحة أوكراني بطريقة مذهلة" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، قبل ان يتجدد التشارك فيه أخيرا، بالمزاعم ذاتها.
- حقيقة الفيديو -
غير ان المزاعم المرفقة بالفيديو لا اساس لها، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن هذه المشاهد يوصلنا ايضا الى مصدرها الأصلي، حساب InsanePatient2 المتخصص بالمؤثرات البصرية (VFX)، والذي أنجز هذا الفيديو ونشره في تيك توك (هنا) ويوتيوب (هنا) في 28 شباط 2022، اي بعد أربعة ايام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 منه. وعنونه: ?What if Russia Started Nuclear War، اي ماذا لو بدأت روسيا حرباً نوويّة؟
وهذه المشاهد ليست حقيقية، على غرار الفيديوات التي ينشرها InsanePatient2، مستخدماً فيها المؤثرات البصرية (هنا، هنا، هنا...). ومن بين آخر اعماله الرقمية، فيديو يصوّر "لحظة سقوط زحل على الأرض" (هنا).
في الكلام العسكري الجدي، سمحت صواريخ "كينجال" البالستية فرط الصوتية (وتعني الخنجر بالروسية)، التي استخدمها الجيش الروسي للمرة الأولى، الجمعة 18 آذار 2022 (هنا، هنا، هنا)، بتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس. ويعتقد أن ذلك كان أول استخدام لهذا الصاروخ في عمليات قتالية إذ لم تعلن موسكو من قبل إطلاقه إلا في إطار تجارب.
وتفيد روسيا بأن هذا الطراز من الصواريخ الذي يمكن التحكم به بشكل كبير، تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي. ونجحت خلال الاختبارات في إصابة جميع أهدافها على مسافة قد تصل إلى ألف أو ألفي كيلومتر، بحسب وزارة الدفاع الروسية. وتجهز طائرات حربية من طراز "ميغ-31" بصواريخ كهذه.
ويقول الخبراء إن استخدامها في أوكرانيا شكل سابقة عالمية للأسلحة الفرط صوتية. وتنتمي صواريخ كينجال إلى مجموعة من الأسلحة الجديدة التي طورتها روسيا ويصفها بوتين بأنها "لا تقهر".
السبت 28 ايار 2022، أعلن الجيش الروسي أنه نفّذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ كروز فرط صوتي من طراز "زيركون" في وقت تصعّد موسكو هجومها في أوكرانيا (وكالة فرانس برس).
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن الصاروخ "زيركون" أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية. وقالت إن الهدف الواقع على مسافة ألف كلم "استهدف بنجاح"، مشيرة إلى أن عملية الإطلاق جرت في إطار "تجارب أسلحة جديدة" روسية.
وأطلق اول صاروخ "زيركون" في تشرين الأول 2020. وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينذاك بـ"حدث كبير". وأجريت بعد ذلك تجارب أخرى ولا سيما انطلاقا من فرقاطة الأدميرال غورشكوف ومن غواصة تحت سطح المياه.
النتيجة: اذاً، ما تشاهدونه في الفيديو، ليس "صاروخ كينجال الروسي الأسرع من الصوت، خلال تدميره مستودعا للأسلحة الاوكرانية على عمق 136 متراً تحت الارض" وفقا للمزاعم، أو "مراسلا اميركيا مذهولا لحظة انفجار الصاروخ". في الواقع، هذه المشاهد غير حقيقية لكونها تلاعبا رقميا فنيا أنجزها ونشرها حساب InsanePatient2 في 28 شباط 2022، بعنوان: ماذا لو بدأت روسيا حرباً نوويّة؟