في إطار الجدل الذي أثاره رحيل الملكة إليزابيث الثانية حول الماضي الاستعماريّ لبريطانيا على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة، ظهرت صورة ادّعى ناشروها أنّها للملك تشارلز وزوجته أمام "لوحة تجسّد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في قصر باكنغهام". إلا أنّ اللوحة في الحقيقة تجسّد محمد علي مؤسس مصر الحديثة خلال "مذبحة المماليك" عام 1811، بريشة الرسام الفرنسي أوراس فرنيه، وهي معروضة في قصر كلارينس.
يبدو في الصورة الملك تشارلز إلى جانب زوجته كاميلا يجلسان على أريكة أمام ما يبدو أنّها لوحة ضخمة. وجاء في التعليق المرافق "لوحة (الخليفة العباسي) أبو جعفر المنصور تزيّن قصر باكنغهام. باني بغداد كان ملكاً عربياً على الفرس والترك والروم والإنكليز والهنود والبربر وغيرهم من الشعوب".
حظيت الصورة بأكثر من 13 ألف مشاركة من هذه الصفحة فقط، إضافة إلى آلاف المشاركات من صفحات أخرى، في ظلّ النقاش الذي احتدم على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية حول الماضي الاستعماريّ لبريطانيا.
"مذبحة المماليك"
إلا أنّ تعليقات عدّة أشارت إلى أنّ من يظهر في اللوحة هو محمد علي باشا (1805-1849) "مؤسس مصرالحديثة"، لا الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (754-775).
وبالفعل يرشد التفتيش إلى أنّ اللوحة تحمل عنوان "مذبحة المماليك" للرسّام الفرنسي الشهير أوراس فيرني.
وتجسّد اللوحة محمد علي، والي مصر الذي عينه العثمانيون، خلال "مذبحة القلعة"، والتي طرد على إثرها المماليك من مصر عام 1811.
هديّة من نابوليون إلى الملكة فيكتوريا
أمّا الصورة التي تظهر الملك تشارلز وزوجته أمام هذه اللوحة، فهي ملتقطة عام 2018 في قصر كلارينس، لا في باكنغهام كما ادّعت المنشورات.
ويمكن العثور على هذا العمل الفنّي على الموقع الرسمي للمجموعات الفنيّة للعائلة المالكة في بريطانيا. وجاء في الوصف المرافق أنّ اللوحة عبارة عن نسيج من الحرير والصوف من تصميم أوراس فيرني يجسّد "مذبحة المماليك"، ويظهر فيه محمد علي محاطاً بثلاثة أشخاصٍ أحدهم يشير نحو مدينة القاهرة التي يتصاعد منها الدخان.
وذكر الموقع أنّ الامبراطور نابوليون الثالث أهدى هذا العمل الفنّي للملكة فيكتوريا.