يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها لمنحوتة "الرجل الوطواط" باتمان، يعود تاريخها إلى حضارة المايا "التي كانت تعبده". إلا أنّ الادعاء خطأ، فهذه القطعة الفنيّة صمّمها فنان مكسيكيّ عام 2014 في الذكرى الخامسة والسبعين لابتكار شخصيّة هذا البطل الخارق.
يصوّر المنشور البطل الخارق الشهير باتمان (الرجل الوطواط) ولكن بوجه وكتفين غطّتهما نقوش وزخرفات. وعلّق ناشرو الصورة بالقول إن شخصيّة باتمان "تعود أصولها إلى 2500 عام إذ عثر عليها بين طيات أساطير حضارة المايا".
بدأ تداول المنشورات بهذه الصيغة منذ العام 2019 وبلغات عدّة (1، 2)، وما زالت تنتشر حتى اليوم. وصدّق كثيرون ما جاء فيها وذهبوا للقول "يبدو أنّ مبتكر باتمان استوحى شخصيّته من هذه المنحوتة….".
لكنّ الادعاء أنّ الرجل الوطواط يعود تاريخه إلى حضارة المايا لا صحّة له. فهذه الصورة منحوتة نفّذها فنان مكسيكي عام 2014 في الذكرى الخامسة والسبعين لابتكار شخصية "باتمان".
باتمان في عين المبدعين المكسيكيين
يرشد التفتيش عن الصورة إلى النسخة إلى الأصليّة منها منشورة على موقع "استديوهات كيمبال" في مدينة ميريدا المكسيكيّة بعنوان "باتمان كامازوتز".
من هو كامازوتز؟
كامازوتز هو إله خفّاش لدى قبائل المايا، غالباً ما يرتبط اسمه بالموت والليل والتضحية، ولا يشبه هذا الإله شخصيّة باتمان بأي شكل من الأشكال.
ما علاقة هذه المنحوتة بكامازوتز؟
في الشرح المرافق للصورة على الموقع الرسمي لاستديوهات كيمبال يُشار إلى أنّ شركة "وارنر براذرز وبدعم من المتحف المكسيكيّ للتصميم (موميدي) دعت ثلاثين فناناً للمشاركة في معرض بعنوان +باتمان عبر الابداع المكسيكيّ+ وتصميم منحوتات تجسّد شخصيّة باتمان بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لابتكارها".
وأقيم هذا المعرض من الرابع من أيلول 2014 ولغاية الثامن من تشرين الأول 2014.
ويضيف الشرح أنّ الفنان الذي نفّذ هذه المنحوتة استوحى عمله من كامازوتز. أما الألوان فمستوحاة من قطع مصنوعة بالسيراميك موجودة في معبد أثريّ للمايا في بالينكي جنوب شرق المكسيك.
ونشرت استوديوهات كيمبال الصورة نفسها على موقع "بيهانس" إلى جانب صور أخرى تظهر مراحل تصميم المنحوتة.
وكانت وسائل الإعلام المكسيكيّة قد أعدّت تقارير عن هذا المعرض (1، 2).
وبعد تداول هذه الصورة في منشورات مزيّفة ادعت أنّ شخصيّة باتمان تعود إلى حضارة المايا، عملت مواقع عدّة على تفنيدها (1، 2) إلا أنّ ذلك لم يحل دون استمرار انتشارها.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
