النهار

"بولندا الآن... بعد تعرّضها للقصف"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"بولندا الآن... بعد تعرّضها للقصف"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
بعنوان "بولندا الآن"، يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها  تظهر "قوات بولندية في حالة تأهب قصوى" بعد مقتل شخصين في بولندا من جراء سقوط صاروخ روسي الصنع على أراضيها. غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 5 ايلول 2021، وتظهر آليات عسكرية بولندية تتحرك ضمن تدريبات عسكريّة في البلاد. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم
 
الوقائع: الصورة ليلية، وتظهر آليات عسكرية منطلقة على طريق. منذ ساعات، تكثف التشارك فيها، عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية: "بولندا الآن"، وايضا "بولندا تضع وحداتها العسكريّة في حالة تأهّب قصوى". 
 
 
 
التدقيق: 
تزامن انتشار الصورة مع مقتل شخصين في بولندا الثلثاء 15 تشرين الثاني 2022، من جراء سقوط صاروخ روسي الصنع، وفق ما أعلنت وارسو التي رفعت مستوى تأهب قواتها تحسبا لأي تصعيد كبير في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
 
وقد اتهمت أوكرانيا روسيا باستهداف الأراضي البولندية بضربة صاروخية. غير ان موسكو أكدت الأربعاء 16 منه أن روسيا "لا علاقة لها" بسقوط الصاروخ في بولندا، ورحبت بـ"ضبط النفس" الأميركي في هذه الحادثة التي أثارت توترا شديدا.
 
وقد أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أنه "من المرجح جدًا" أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بولندية على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن قتيلين.
 
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يقودنا الى حساب وزير الدفاع البولندي ماريوش بواشتاك Mariusz Błaszczak في تويتر، الذي نشرها في 5 ايلول 2021 (هنا) مع مجموعة أخرى من الصور، مع شرح ان "فرقة شتشيتسين الميكانيكية الـ12 بدأت واحدة من أكبر التدريبات منذ سنوات. ويتحرك الجنود من الغرب إلى مناطق التدريب الشرقية"، مشددا على أن "قدرة القوات المسلحة البولندية على إعادة الانتشار بسرعة أمر بالغ الأهمية". 
 

يومذاك، نشرت مواقع اخبارية، لا سيما بولندية، هذه الصورة، نقلا عن الوزير بواشتاك، ضمن تقرير (هنا، هنا، هنا، هنا...) عن "توجه عربات مصفحة إلى ساحات التدريب الشرقية، في أكبر مناورة عسكرية منذ سنوات"، وأن "وزير الدفاع البولندي اعلن إعادة تموضع وحدات عسكرية عدة في مناطق التدريب الشرقية، حيث تجرى تدريبات". 
 
وبموجب هذا التدريب، ارادت بولندا أن "تختبر قدرة جيشها على نشر عدد كبير من القوات في جميع أنحاء البلاد في حالة الطوارئ"، وفقا لتقارير اعلامية. و"كتب موقع الفرقة 12 الميكانيكية أن هدف التدريبات التكتيكية هو التحقق من مستوى استعداد القادة والعناصر والوحدات الفرعية لتنفيذ المهام القتالية، والمرحلة الأولى هي التحرك لمسافات طويلة". 
 
ووفقا لبيان، فإن "4 آلاف جندي ونحو الف وحدة من المعدات العسكرية في الفرقة 12 يشاركون في التمرين. وتتضمن المرحلة الأولى من التمرين نقل آليات باستخدام الطرق العامة".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "بولندا الآن"، و"قوات بولندية في حالة تأهب قصوى". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 5 ايلول 2021، وتظهر آليات عسكرية بولندية تتحرك ضمن تدريبات عسكريّة في البلاد. 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium