نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنه يوثق اهتزازاً قويا لمبنى في المكسيك أثناء هزّة أرضية، من دون أن يلحق بها أي ضرر. لكنّ الادعاء خطأ واهتزاز البناء ناتج من تحريك الكاميراK بحسب الخبراء الذين عاينوا الفيديو.
يُظهر الفيديو مبنى عالياً وهو يتأرجح على طول مدّته التي بلغت أربعاً وأربعين ثانية من دون أن ينهار منه أي جزء.
وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "اهتزاز لأحد المباني في المكسيك اثناء تعرّضه لزلزال بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر".
وشكّك كثيرون في تعليقاتهم على الفيديو في صحّة الادعاء، مرجحين أن الكاميرا هي التي تتحرك وليس المبنى، لكن ذلك لم يمنع من حصد المقطع مئات المشاهدات والمشاركات.
وبالفعل، الادعاء بأن البناية كانت تتحرك بذلك الشكل دون أن تنهار غير صحيح.
فما أصل الفيديو إذا؟
بدأ انتشار الفيديو بالادعاء ذاته على مواقع التواصل الاجتماعي في المكسيك سنة 2020 حينما شهد البلد هزّة أرضيّة بقوة 7.4 درجات.
وأشارت الصفحات الناشرة حينها إلى أن البناية هي لبرج في مدينة بوكا ديل ريو في المكسيك، وكانت صفحات قبلها قد نشرت صوراً للبناية مع الإشارة إلى اسم البرج "أمورا".
في ضوء ذلك، يُرشد البحث عن البناية في خرائط جوجل إلى صور لها وهي في طور البناء مطابقة للبناية الظاهرة في الفيديو المتداول، إضافة لصور أخرى حديثة تُظهر البناية في شكلها النهائي.
ماذا عن حركتها في الفيديو؟
من العناصر المثيرة للشك التي يمكن ملاحظتها في النسخ المنشورة بجودة أفضل هو ظهور شخص في أعلى البناء وهو يمشي بشكل عادي نحو اليمين بالرغم من ميلان المبنى لجهة اليسار.
إضافة إلى ذلك، يظهر عمود كهرباء وهو يتحرك وفق الدرجة ذاتها التي تميل بها البناية في الفيديو.
إلى ذلك، أكد رئيس الجمعية المكسيكية للهندسة الإنشائية إستيبان أستوديو لصحافيي خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس بالمكسيك، بعد معاينة الفيديو، أن ما يتحرك فعلاً هو مصوِّر الفيديو وليس البناء.
وقال أستوديو "لو تحرك المبنى بالطريقة التي يُظهرها الفيديو كان من المفترض أن ينكسر الزجاج".
وأضاف "لنتخيل أن العمود الظاهر في المقطع كان يتأرجح أيضاً بنفس معدّل اهتزاز المبنى، كانت ستُنزع جميع أسلاك الكهرباء".
وأكد المتحدث باسم الحماية المدنية في ولاية فيراكروز إنريكي سيلفا سوليس لوكالة فرانس برس أن "البرج لم يشهد أي أضرار" خلال الزلزال الذي ضرب المكسيك في 23 حزيران 2020.
كما نبّه سيلفا سوليس إلى الرّافعة أعلى البناية التي لم تتحرّك، بخلاف ما يمكن مشاهدته في هذا الفيديو الذي صُوّر فعلأً خلال الزلزال.