يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات قصّة مفادها أنّ "أدولف هتلر أمر عام 1933 الكاتب الألماني إرنست تولر بابتلاع صفحات كتاب ألّفه ضدّ النازيّة"، ما أدّى إلى موته. إلا أنّ هذه القصّة مختلقة، فإرنست تولر انتحر شنقاً في الولايات المتحدة عام 1939.
تضمّنت المنشورات صورة لهتلر كتب عليها "في عام 1933 أمر هتلر بأن يبتلع المؤلف إرنست تولر كتاباً ألّفه ضدّ النازيّة، الكتاب مكوّن من 470 صفحة، ظلّ يأكله حتى مات".
حظي المنشور بآلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل خلال السنوات الماضية، إلا أنّ ما ورد فيه من نسج خيال مؤلّفه.
من هو إرنست تولر؟
ولد الكاتب الألماني إرنست تولر عام 1893 في بولندا، وكان مؤلفاً مسرحياً وشاعراً وناشطاً سياسياً ماركسياً، ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات حول العالم.
أنجز دراسته الجامعيّة في فرنسا وانتقل إلى ألمانيا عام 1914 للانضمام إلى الجيش، لكنه ترك جبهة القتال بعد نحو سنة ليؤسس حركة تنادي بالسلام في مدينة هايدلبرغ الألمانيّة، ثمّ هرب إلى ميونيخ حيث قاد إضراباً عمالياً وقبض عليه.
حكم على تولر بالسجن خمس سنوات، كتب خلالها أشهر مؤلفاته. وعام 1919، ترأس اللجنة المركزيّة لجمهورية بافارايا السوفياتية.
وفي عام 1933 غادر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة.
وكانت مؤلفات تولر ضمن الكتب التي أمر النازيون بإحراقها لأنها تنقل أفكاراً معارضة للنازيّة.
وذكر تولر في مستهلّ سيرته الذاتيّة أنّه ألّفها في "اليوم الذي أحرقوا كتبه في ألمانيا"، في العاشر من أيّار 1933.
كيف مات تولر؟
في 22 أيّار عام 1939، أنهى تولر حياته شنقاً في منفاه في نيويورك داخل غرفة فندق عن عمر 45 عاما.
ويمكن العثور على خبر انتحاره في أرشيف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.