مياه حمراء "كالدم". صورتان يتناقلهما مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انهما التقطتا لـ"نهر دجلة في العراق عام 2014، حيث وقعت مجزرة سبايكر". غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الصورتان التُقِطتا في لبنان، في 15 شباط 2012، وتظهران مجرى نهر بيروت أحمر من جراء مادة صناعية ملونة القيت في مياهه. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: الصورتان تظهران مجرى مياه حمراء اللون. منذ ايام، تكثف التشارك فيهما في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقتين بوسم #مجزرة_سبايكر، مع تعليق مثل "نهر دجلة يوم حدوث سبايكر"، وايضا "نهر دجلة عام 2014 اكتسب لونه الاحمر من جراء قطع 1907 رأسا وربما أكثر...".
التدقيق:
تزامن انتشار الصورتين مع الذكرى الثامنة لمجزرة سبايكر، التي وقعت في 12 حزيران 2014، يوم أسر مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الارهابي وقتلوا ما يقدّر بنحو 1700 طالب عسكري في سلاح الجو العراقي، غالبيتهم من الشيعة، خارج أكاديمية تكريت الجوية المعروفة سابقًا باسم معسكر سبايكر Camp Speicher قرب تكريت على بعد 140 كيلومترًا شمال غرب بغداد بالعراق (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
- حقيقة الصورتين -
غير أنّ الصورتين المتناقلتين لا علاقة لهما بمجزرة سبايكر، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما.
فالبحث العكسي عنهما يبيّن انهما انتشرتا في مدونات ومواقع اخبارية، لا سيما لبنانية، في (15- 16) شباط 2012 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، اي قبل أكثر من عامين على مجرزة سبايكر، ضمن تقارير عن اصطباغ مياه نهر بيروت بالاحمر بعد القاء مادة صناعية ملونة فيه.
وقد نشرت وكالة "رويترز" إحدى الصورتين (هنا)، في 15 شباط 2012، مع شرح انها تظهر "المجرى المائي لنهر بيروت، الذي تحول إلى اللون الأحمر بعد القاء مادة مجهولة فيه، على أفادت وسائل إعلام محلية".
تصوير محمد عزاقير Mohamed Azakir.
يومذاك، لاحظ مواطنون يسلكون طريق جسر الواطي أن مياه نهر بيروت اصطبغت باللون الأحمر، الامر الذي اثار ضجة في البلاد بعد انتشار الخبر.
و"على الأثر تم التواصل مع قيادة شرطة بيروت في قوى الامن الداخلي وذلك لوقوع مجرى النهر ضمن نطاقها الاقليمي. وعملت دوريات على تعقب اللون الاحمر في مجرى النهر من مصبه في البحر لجهة الكرنتينا، صعوداً إلى قناطر زبيدة، في محاولة لمعرفة مصدر هذه المادة الحمراء. وقد أعلمت النيابة العامة بالأمر".
و"قد كلفت وزارة البيئة فريقاً متخصصاً من دائرة مكافحة تلوث البيئة السكنية في الوزارة، برئاسة بسام صبّاغ، الكشف على مياه النهر واعداد تقرير عن أسباب تلوثها".
و"بيّنت نتائج الفحص الأولي للمادة الحمراء التي صبغت مياه نهر بيروت انها ليست دماء بل مواد صناعية تستخدم في عملية الصباغة وتتضمن مواد عضوية. ونقلت عينة منها الى مختبرات الجامعة الأميركية لاستكمال التحليلات"، وفقا لما أوردت مواقع اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد أعلن وزير البيئة ناظم الخوري، في 2 آذار 2022 (هنا)، ان الاختبارات التي أجريت على السائل الأحمر الذي لوّث نهر بيروت أظهرت أنها "ليست خطرة ولا تضرّ بالبيئة"، وانها "مجرد صبغة تستخدم للتلوين في المصانع".
كذلك، عرض في مؤتمر صحافي لاحق، في 15 آذار 2012 (هنا)، نتائج الفحوص المخبرية التي أجريت لكشف طبيعة المادة التي لوّنت مياه نهر بيروت بالاحمر، قائلا انها بيّنت أن "هذه المادة غير مضرة بالبيئة عموما، لكونها نوعا من الصبغة التي تستعمل في تلوين عدة مواد صناعية بكميات كبيرة...".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورتين المتناقلتين تعودان لـ"نهر دجلة في العراق عام 2014، حيث وقعت مجزرة سبايكر". في الواقع، الصورتان التقطتا في لبنان، في 15 شباط 2012، وتظهران مجرى نهر بيروت أحمر من جراء مادة صناعية ملونة القيت في مياهه.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.