النهار

"تركيا الآن... المطالبة بطرد السوريّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"تركيا الآن... المطالبة بطرد السوريّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
A+   A-
يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "خروج تظاهرات في تركيا للمطالبة بطرد السوريين"، وذلك عقب توقيف شابة تحمل الجنسية السورية اتهمتها الشرطة التركية بوضع قنبلة أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص في اسطنبول الأحد 13 تشرين الثاني 2022. غير ان هذا الزعم غير صحيح. الفيديو قديم، بحيث تعود آثاره الى أيلول 2019. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: 21 ثانية فقط مدة الفيديو. المشاهد الليلية تظهر شبابا يمرون في شارع، ملوحين بقبضاتهم، هاتفين، تحت انظار شرطيين في المكان. منذ ساعات، تكثف التشارك في هذا الفيديو، عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا...)، مرفقا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "مظاهرات في تركيا لطرد السوريين"، وايضا "تركيا الأن... المطالبة بطرد السوريين". 
 
 
التدقيق: 
جاء انتشار  الفيديو بعد اعلان الشرطة التركية، الاثنين 14 تشرين الثاني 2022، أنّ الشابة التي اعتُقلت واتُهمت بوضع قنبلة أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص الأحد 13 تشرين الثاني 2022 في اسطنبول، تحمل الجنسية السورية وقد اعترفت بالوقائع. 
 
وذكرت تقارير أن الشابة تُدعى أحلام البشير، ودخلت بطريقة غير شرعية إلى تركيا، مرورًا ببلدة عفرين شمال شرق سوريا التي يسيطر عليها جنود أتراك وسوريون. وأوضحت الشرطة أنّ المتّهمة تلقّت تعليمات في كوباني شمال شرق سوريا. 
 
وقد نفى حزب العمال الكردستاني أن يكون لديه أي دور في الانفجار الذي هزّ شارع الاستقلال في اسطنبول. كذلك، نفت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائلها، أي علاقة لها بتفجير اسطنبول. 
 
 
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه يضعنا امام هذا الحساب في يوتيوب (هنا) الذي نشره في 20 ايلول 2019، بكونه ملتقطا في "اضنة، خلال تظاهرة للاتراك ضد السوريين، وتكسير محلات وسيارات لهم". 
 
 
ومع انه لم يمكن التأكد ان هذه المشاهد ملتقطة في أضنة، كما ذكر الحساب، الا ان المؤكد انها ملتقطة في تركيا بسبب سيارات الشرطة Polis التركية الظاهرة في الفيديو. وهنا صور لسيارات مماثلة للشرطة التركية.
 
ونشر الفيديو في 20 ايلول 2019 يعني ان لا علاقة له بالمستجدات الاخيرة في تركيا. 
 
في المقابل، يقودنا هذا التاريخ الى احداث شهدتها أضنة يومذاك، اذ "خرجت في الولاية التركية تظاهرات لاتراك تخللها تكسير محلات لسوريين وسياراتهم وممتلكاتهم، بعد انتشار شائعة حول تعرض طفل تركي لتحرّش جنسي على يد لاجئ سوري، ليعلن بعد ساعات والي أضنة في بيان له، أن مرتكب جريمة التحرش هو مواطن تركي"، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
وفي تفاصيل القضية، "تعرّض طفل تركي يبلغ من العمر 11 عامًا للتحرش من قبل شاب مجهول، في حي دوملوبينار ضمن منطقة سيحان بولاية أضنة. واتهمت المعارضة التركية، وفقًا لوسائل إعلام محليّة، السوريين بهدف تجييش الرأي العام ضدّهم".

 
ووفقا للتقارير، "فقد هاجمت مجموعة من الشبان أحد المنازل محاولين حرقها، فيما سارعت الشرطة التركية الى حشد تعزيزات عسكرية في المنطقة، كما شاركت القوّات الخاصة في تهدئة الأمور... مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
 

 
وانتشرت عدد من التسجيلات المصورة التي تظهر قيام العشرات من المواطنين الأتراك ويحملون أدوات حديدية وخشبية، بالهجوم على محلات السوريين التي تحمل أسماء عربية، وعلى سيارات متوقفة في أحياء المدنية تحمل لوحات أجنبية".
 
وقد نفت ولاية أضنة التركية في بيان تورط السوريين في قضية التحرش بطفل تركي مبينة أن الفاعل مواطن تركي. وذكرت أنه تم نوقيف مرتكب الجريمة وهو تركي من مواليد سيحان، ويحتوي ملفه الجنائي على 37 جريمة". 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "خروج تظاهرات في تركيا للمطالبة بطرد السوريين". في الواقع الفيديو قديم، بحيث يعود الى ايلول 2019. وله سياق مختلف.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium