رجل مكبّل اليدين يقتاده شرطيون. صور يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "ماتيو ميسينا دينارو، أخطر المطلوبين بين رجال المافيا الإيطالية، والذي اعلنت السلطات الايطالية توقيفه أخيرا، في ضربة قوية لمافيا صقلية. غير أن هذه الصور قديمة، بحيث تعود إلى عام 2018، ولها سياق مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تزامن انتشار هذه الصور مع اعتقال السلطات الإيطالية ماتيو ميسينا دينارو (60 عاماً)، زعيم المافيا الإيطالي المطلوب، في صقلية بعد 30 عاما من فراره من قبضة العدالة، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وأفادت تقارير بأنه ألقي القبض عليه في عيادة خاصة في باليرمو، عاصمة صقلية، حيث كان يتلقى العلاج للسرطان. وشارك في اعتقاله أكثر من 100 عنصر من قوات الشرطة.
ويحتل ماتيو ميسينا دينارو، المولود في نيسان 1962 قرب تراباني في صقلية، المرتبة الأولى على قائمة وزارة الداخلية لأخطر ستة مطلوبين متوارين في إيطاليا. وصدر عليه حُكم بالسجن مدى الحياة في عام 2002 لارتكاب جرائم قتل عديدة.
وقد أشادت رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني بالاعتقال، ووصفته بأنّه "نصر كبير للدولة"، منوّهةً بأنّ "ذلك حدث في اليوم التالي للذكرى السنوية لاعتقال توتو ريينا، الرئيس السابق لمنظمة المافيا كوزا نوسترا عام 1993".
غير ان صورا متناقلة لا علاقة لها بدينارو او بتوقيفه، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1-
تنشرها حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بمزاعم انها تظهر "إلقاء القبض على ماتيو ميسينا دينارو أكثر المطلوبين للعدالة في إيطاليا". غير ان البحث يبين ان الصورة تعود الى سيتيمو مينيو Settimo Mineo "الزعيم الجديد للمافيا الصقلية". وقد نشرتها وكالة EPA في 4 كانون الاول 2018 بعنوان: المافيا الصقلية: القبض على رئيس كوزا نوسترا سيتيمينو مينيو في باليرمو.
وكتبت مع الصورة: "سيتيمينو مينيو (في الوسط- 80 عامًا)، الذي يُعتبر خليفة توتو ريينا، قائد المافيا الصقلية، يقتاده شرطيان إيطاليان بعد اعتقاله في باليرمو بجزيرة صقلية في جنوب إيطاليا في 4 كانون الاول 2018".
واضافت: "بعد عملية ضخمة، اعتقل الرئيس الجديد المزعوم لـ"كوزا نوسترا" مع 45 آخرين في باليرمو، عاصمة صقلية...".
ووفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا...)، جاء توقيف مينيو البالغ 80 عاما وما لا يقل عن 45 شخصا آخر، قبل تسلمه مهامه رسميا خلال اجتماع خاص لمافيا كوزا نوسترا. ويُتّهم الموقفون خصوصا بتشكيل عصابة إجرامية من النوع المافيوي والابتزاز وحيازة الأسلحة وإضرام الحرائق. وأتت العملية ثمرة أربعة تحقيقات جنائية مختلفة.
وعيّن "العم سيتيمو"، كما كان ملقبا، زعيما للمافيا في باليرمو، أي القائد الأعلى لعائلات المافيا في محافظة باليرمو خلفا لتوتو ريينا، الزعيم التاريخي السابق للمافيا الصقلية الذي توفي عام 2017 في السجن. وقال لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء وزعيم حركة 5 نجوم: "إنها ضربة قوية توجهها الدولة إلى المافيا".
*الصورة 2-
تتناقلها ايضا حسابات (هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "توقيف ماتيو ميسينا دينارو أخطر المطلوبين بين رجال المافيا الإيطالية...". ولكن على غرار السابقة، فإن هذه الصورة لا علاقة لها بدينارو. فهي قديمة، اذ تعود الى 19 نيسان 2018، وتظهر في الواقع "روزاريو أليغرا، صهر ماتيو ميسينا دينارو، يخرج من مقر الشرطة في باليرمو في 19 نيسان 2018"، وفقا لما اورد معها موقع وكالة Getty Images، مصدرها وناشرها (هنا).
تصوير: أليساندرو فوكاريني ALESSANDRO FUCARINI/ وكالة فرانس برس عبر غيتي إيماجز)
واضاف الموقع: "ألقت الشرطة الإيطالية القبض على أقرب مساعدي زعيم كوزا نوسترا ماتيو ميسينا دينارو، وكشفت شبكة سرية من الرسائل التي سمحت للرئيس الهارب بإعطاء الأوامر لحلفائه من رجال العصابة" (هنا، هنا ايضا).
وفي التفاصيل (هنا ايضا)، أعلنت إدارة مكافحة المافيا الإيطالية يومذاك اعتقال 22 من أهم المقربين من ماتيو ميسينا دينارو الفار. وقالت في بيان نقله التلفزيون الحكومي، إن "الاعتقالات التي تمت بناءً على مذكرات اعتقال صادرة عن النيابة العامة لمكافحة المافيا، طالت 22 من القياديين الذين ينتمون إلى عائلات كاستل فيترانو، وكامبوبيللو دي ماتزارا، وبارتانا ،المافيوية المتنفذة في محافظة تراباتي غرب صقلية، أقصى جنوبي البلاد.
وأشار البيان إلى أن المعتقلين كانوا يقومون بدور "الرسل" لزعيم التنظيم، إذ كان دورهم إيصال أوامره إلى المسؤولين الأصغر عبر رسائل ورقية مشفرة. وأوضح أن من بين المعتقلين اثنان من أصهار دينارو، حيث كانا يتوليان مهمة التغطية على تحركاته وتسهيلها.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.
.jpg)
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
