تستقطب صورة فضائية اهتمام مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي بكونها، وفقا للمزاعم، "صورة جديدة من تلسكوب هابل"، بينما ادعى آخرون انها من الصور الجديدة التي التقطها التلسكوب الفضائي جيمس ويب. غير أن هذين الزعمين خاطئان. الصورة قديمة، بحيث تعود الى 30 كانون الثاني 2017، وتظهر سديم عين القط The Cat's Eye Nebula كما التقطه تلسكوب هابل. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام، تكثّف التشارك في الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بالمزاعم الآتية: "صورة جديدة من تلسكوب جيمس ويب" (هنا، هنا...)، وايضا "صورة جديدة من تلسكوب هابل" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)
التدقيق:
تزامن انتشار الصورة مع نشر وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الإثنين 11 تموز 2022، أعمق صورة للكون على الإطلاق يتمّ التقاطها بالأشعة تحت الحمراء، ظهرت فيها بعدسة التلسكوب الفضائي جيمس ويب آلاف المجرّات التي تشكّلت بعيد الانفجار العظيم قبل أكثر من 13 مليار سنة (هنا).
وقد نشرت هذه الصورة بعد ستّة أشهر من إطلاق جيمس ويب، أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق. وقالت ناسا إنّ هذه الصورة هي "الأكثر عمقاً والأكثر وضوحاً التي تُلتقط للكون حتى اليوم". وتظهر في الصورة التي نشرتها ناسا آلاف المجرّات التي تشكّلت بعيد الانفجار العظيم وولادة الكون.
وفي 12 منه، كشفت وكالة ناسا الصور كاملة الألوان التي التقطتها عدسة المرصد الفضائي "جيمس ويب".
غير ان الصورة المتناقلة ليست "جديدة من تلسكوبي هابل او جيمس ويب"، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يقودنا اليها منشورة في موقع Astronomy Picture Of The Day (صورة اليوم الفلكية) التابع لوكالة ناسا، في 30 كانون الثاني 2017 (هنا، وهنا ايضا)، اي قبل نحو 5 اعوام، مع شرح انها تظهر سديم عين القط The Cat's Eye Nebula كما التقطه تلسكوب هابل Hubble.
وقد أُرفقت الصورة بالشرح الآتي: "بالنسبة إلى البعض، قد تبدو مثل عين القط. يقع سديم عين القط (NGC 6543) الجذاب على بعد ثلاثة آلاف سنة ضوئية من الأرض عبر الفضاء بين النجوم".
واضاف: "هذا السديم الكوكبي الكلاسيكي يمثل مرحلة نهائية وجيزة، ولكنها مجيدة، في حياة نجم شبيه بالشمس. وقد يكون النجم المركزي المحتضر لهذا السديم قد أنتج النمط الخارجي البسيط لقذائف متحدة المركز مغبرة عن طريق تحييد الطبقات الخارجية في سلسلة من التشنجات المنتظمة. لكن تشكيل الهياكل الداخلية الجميلة والأكثر تعقيدًا غير مفهوم جيدًا. وقد تمت رؤيتها بوضوح في صورة تلسكوب هابل الفضائي المعاد معالجتها رقميًا، بحيث يبلغ عرض العين الكونية الحقيقية أكثر من نصف سنة ضوئية. بالطبع، من خلال التحديق في عين القط هذه، قد يرى علماء الفلك مصير شمسنا، وهي مقدّر لها أن تدخل مرحلة تطور السديم الكوكبي الخاص بها... في نحو 5 مليارات سنة".
مزيد من البحث يوصلنا الى حساب تلسكوب هابل في تويتر، الذي نشر بدوره الصورة في 30 كانون الثاني 2017 (هنا)، بالعنوان ذاته اعلاه. "سديم عين القط كما التقطه تلسكوب هابل".
النتيجة: اذاً، الصورة المتناقلة ليست جديدة، كما زعم المنشور المتناقل. في الواقع، انها منشورة في 30 كانون الثاني 2017، وما تظهره هو سديم عين القط كما التقطه تلسكوب هابل.