النهار

"صوماليّة تؤكّد أنّ المرأة المتّهمة بتفجير إسطنبول هي شقيقتها ولا دخل لها بالعمليّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"صوماليّة تؤكّد أنّ المرأة المتّهمة بتفجير إسطنبول هي شقيقتها ولا دخل لها بالعمليّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
امرأة متكلمة في الفيديو. وفي المزاعم المتناقلة، انها "صومالية، وتؤكد ان السيّدة الظاهرة في الصورة هي شقيقتها ولا دخل لها بعملية اسطنبول"، في اشارة الى الشابة التي اعتُقلت واتُهمت بوضع قنبلة أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص الأحد 13 تشرين الثاني 2022 في اسطنبول. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. وما تقوله المرأة في الفيديو مختلف تماماً عما زُعِم انها تقوله. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 

الوقائع: 2.18 دقيقتان مدة الفيديو. الكاميرا تركز على سيدة محجبة وهي تتكلم، بينما ظهرت اسفل الفيديو صورة الشابة التي اعتُقلت واتُهمت بوضع قنبلة في اسطنبول أخيرا. وقد تكثف التشارك في هذا الفيديو، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقا بالمزاعم الآتية: "سيدة صومالية تؤكد ان السيدة الظاهرة في الصورة هي شقيقتها ولا دخل لها بعملية اسطنبول".
 
 
التدقيق: 
جاء انتشار الفيديو بعد اعلان الشرطة التركية، الاثنين 14 تشرين الثاني 2022، أنّ الشابة التي اعتُقلت واتُهمت بوضع قنبلة أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص الأحد 13 تشرين الثاني 2022 في اسطنبول، تحمل الجنسية السورية وقد اعترفت بالوقائع. 
 
وذكرت تقارير أن الشابة تُدعى أحلام البشير، ودخلت بطريقة غير شرعية إلى تركيا، مرورًا ببلدة عفرين شمال شرق سوريا التي يسيطر عليها جنود أتراك وسوريون. 
 
 وأوضحت الشرطة أنّ المتّهمة تلقّت تعليمات في كوباني شمال شرق سوريا. 

وقد نفى حزب العمال الكردستاني أن يكون لديه أي دور في الانفجار الذي هزّ شارع الاستقلال في اسطنبول. كذلك، نفت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائلها، أي علاقة لها بتفجير اسطنبول. 
 
 
 
- حقيقة الفيديو -
غير أن المزاعم المرفقة بالفيديو غير صحيحة، وفقا لما يتم التوصل اليه.
 
فبعد انتشار الفيديو بهذه المزاعم، اسرعت الطبيبة والناشطة الصومالية هبة شوكري الى التنبيه الى عدم صحتها. وكتبت في حسابها (هنا): "غير صحيح إطلاقا، ما تقوله (المرأة) هو أن السلطات التركية أمسكت بسيدة سوداء مسكينة يقولون انها سبب التفجير. لم اتخيل ان تقسيم الآمنة يحدث فيها هذا". و"حذرت الصوماليين من الخروج بدون حمل هويات تعريفيه او الإقامات وتأسف لما حدث في المدينة". 
 
 
كذلك، اسرعت بدورها الصحافية الصومالية في الـ"بي بي سي" فاهمة الساق الى التأكيد ان المزاعم المرفقة بالفيديو "كاذبة وملفقة"، و"كصحافية صومالية، اؤكد ان ما قالته المرأة مختلف، وهي تحذر فقط الصوماليين في تركيا لكي ينتبهوا" (هنا).
 
 
وعادت شوكري لتنشر ترجمة لكلام السيدة الظاهرة في الفيديو الى العربية (هنا). وجاء فيها: "ان المدينة الآمنة التي كانت كلها تفتش حتى سيارات الاجرة ما الذي ادى الى ان يحدث هذا الانفجار في تقسيم. انفجاران. المقطع عندي والله ستعجبون اذا رأيتم. لا يسمح بنشره، لكن المقاطع معي. لقد ارسله لي البعض بالامس. ليس لدي الاذن بالنشر، خفت من الامر. والله انه امر عجيب. ايها الصوماليون المقيمون أهل تركيا (اي الجالية الصومالية) حافظوا على سلامتكم. سيستمر هذا الامر خلال اسبوع. اليوم هناك تفتيش مكثف. حتى ان هناك انباء تشير الى ان اوامر باقتحام البيوت وتفتيش الاجانب.
 
 
اذا كنتم تعرفون الجالية التركية في قرب (مرمرة بارك) في جانبي هناك تفتيش جار. الناس يفتَشون والسيارات توقف، حتى انهم يدخلون المنازل. حتى هذه البنت تمت ملاحقتها الى بيتها واعتقالها. بالطبع قد تكون بريئة، يعني لقد صُدموا ولم يعرفوا جهة ليتتبعوها... كيف لتركيا التي لديها أمن مشدد، وكانت بالامس تحارب (الارهابيين) في الجبال وسقط من بينهم رجال. يعني انهم غاضبون جدا. انهم ساخطون جدا. سيبدأ تفتيش خلال هذا الاسبوع، وسيستمر على مداره. اذا ارادوا، فسيمسكون بالشخص الذي ليست لديه اقامة وغيره وسيعمدون الى ترحيله.
 
لذلك علينا البقاء في البيوت. اتوقع  من هؤلاء الاشخاص اي شيء... كلهم غاضبون. والله لو شاهدتم المقطع، لمتم من شدة الشناعة. لكن لم يسمح لي هذا الشخص. ارسل لنا المقطع عبر مجموعة ولم يُسمح لي. لا يمكن التحدث كيف اجساد هؤلاء الاشخاص مقطعة... نجانا الله. وخاب الله من اذى هذا الشعب المسكين وفجّر فيهم قنبلة لم يكونوا يتوقعونها. "فجّر الله عليهم" البلاء. ولكن لا اعتقد ان هذا الشخص المسكين هذه البنت الصغيرة قد تكون وراء الانفجار". 
 
- ترجمة اخرى -
وفقاً لترجمة أخرى قدّمها صحافيو وكالة فرانس برس في مقديشو، فإن السيّدة الظاهرة في الفيديو شكّكت بضلوع الشابة السورية بالتفجير، لكنها لم تقل إنها شقيقتها أو إنها صومالية، بل دعت مواطنيها للحذر من عمليات مداهمات قد تُنفّذ على أماكن إقامة الأجانب.

ومما قالته في الفيديو "يصعب عليهم (السلطات التركيّة) تقبّل وقوع انفجار في مدينة كلّ شيء فيها مراقب حتى سيّارات الأجرة (...) هذه الفتاة التي تعقّبوها إلى بيتها ربّما لم تفعل شيئاً. أقصد: هم لا يعرفون كيف يتصّرفون، إنهم يحاولون جمع العناصر المختلفة للخروج بصورة ما جرى".

وتدعو السيّدة الصومالية مواطنيها في تركيا إلى أخذ الحذر في الأيام المقبلة وعدم الخروج تجنّباً لإمكانية التوقيف و"الترحيل" من تركيا، على حسب تعبيرها.
 
 
وقد نشر زملاؤنا المدققون في موقعي تأكد السوري (هنا)، وTeyit التركي (هنا) ووكالة فرانس برس مقالة تدقيق حول الفيديو، تبيانا لحقيقته ولزيف المزاعم المتداولة حوله. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "صومالية تؤكد ان السيّدة الظاهرة في الصورة هي شقيقتها ولا دخل لها بعملية اسطنبول". في الحقيقة، ما تقوله المرأة في الفيديو مختلف تماما عما زُعِم انها تقوله.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium