ثلاثة أشخاص يحملون هاتفا خليويا، بينما كشفوا على ضمادة على بطونهم. صورة يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، بمزاعم ان هؤلاء "باعوا كليتهم لشراء هاتف آيفون 14 الجديد". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة حيلة تسويقية لعيادة تجميل في لاوس بجنوب شرق آسيا. وقد أثارت جدلاً واسعاً في وسائل التواصل، وقوبلت بتنديد لكونها "تروّج للاتجار بالأعضاء البشرية"، و"هذا أمر غير اخلاقي". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: ابتسامة صغيرة علت وجوه ثلاثة اشخاص في صورة. رجلان وامرأة حملوا بيدهم اليمنى هاتفا خليويا، بينما كشفوا باليسرى على ضمادات على بطونهم. منذ ساعات، تكثف التشارك في الصورة، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "من أجل ايفون 14 بورو ماكس باعوا كليتهم".
التدقيق:
تزامن انتشار الصورة مع كشف شركة أبل الأميركية النقاب عن هاتفها الجديد آيفون 14، الذي يمكنه الاتصال عبر الأقمار الصناعية في حالات الطوارئ بالإضافة إلى تقنية الكشف عن حوادث السيارات، وذلك في مؤتمرها السنوي بمقرها في الولايات المتحدة، في 7 ايلول 2022 (هنا، هنا).
وأفاد تحليل أجرته شركة "آيفيكسيت" وبيان من شركة "أبل" بأن طرازات هواتف آيفون 14 الجديدة تحتوي على شريحة تتصل بالأقمار الصناعية من إنتاج شركة "كوالكوم"، لكنّها تضم أيضاً مكوّنات إضافية صممتها "أبل" خصيصاً لأكبر ميزة جديدة في هاتفها (هنا).
- حقيقة الصورة -
غير ان المزاعم المتناقلة مع الصورة غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا امام مواقع اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) نشرت تقارير عنها بعد انتشارها الواسع (هنا، هنا...)، وبيّنت فيها ان الصورة مجرد اعلان دعائي او حيلة تسويقية لعيادة تجميل فيتنامية، Dr. Nith Beauty Center، في لاوس بجنوب شرق آسيا- ويمكن قراءة اسم العيادة خلف الاشخاص الثلاثة في الصورة- وان العيادة نشرتها "من اجل المزاح" على ما أوضحت في منشورها، قبل أن تعمد الى حذفه من صفحتها في الفايسبوك بعد تعالي انتقادات مندّدة به.
ومن المنتقدين، الدكتور سوفون ميكثون المدير العام لمركز التبرع بالأعضاء التابع للصليب الأحمر التايلاندي، الذي شدّد على انه "من غير المناسب أن يتم الترويج للاتجار بالأعضاء البشرية، وبخاصة بيعها مقابل المال لشراء هاتف آيفون. إنه أمر غير أخلاقي...".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "اشخاصا باعوا كليتهم لشراء هاتف آيفون 14 الجديد". في الواقع، الصورة حيلة تسويقية لعيادة تجميل في لاوس بجنوب شرق آسيا.