يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورتين بمزاعم انهما التُقطتا خلال "التظاهرات الأخيرة في فرنسا احتجاجاً على غلاء الاسعار ونقص الوقود". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. الصورتان قديمتان، الأولى تعود الى 1 أيار 2018، خلال احتجاجات في باريس في عيد العمال. والأخرى الى 14 تشرين الثاني 2018، خلال احتجاج في باريس لـ"السترات الصفر" على زيادة الرسوم على المحروقات. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يتزامن انتشار الصورتين مع تظاهر عشرات الآلاف في فرنسا الثلثاء 18 تشرين الاول 2022، للمطالبة بزيادة الأجور في مواجهة التضخم، واحتجاجاً على إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وقد تظاهر في مختلف أنحاء البلاد 107 آلاف شخص، وفق وزارة الداخلية، في حين قدر الاتحاد العام للعمل الذي قام بتنظيم يوم "التعبئة والإضراب" هذا إلى جانب نقابات عدة ومنظمات شبابية أخرى عددهم بنحو 300 ألف.
وفي باريس، انطلق موكب ضخم شارك فيه 70 ألف شخص وفق المنظمين، و13 ألفا وفق الشرطة عصراً، تتقدمهم لافتة تدعو إلى زيادة الأجور و"احترام الحق في الإضراب".
ووقعت بعض الحوادث، حيث عمد مشاغبون الى تحطيم واجهات وجرت مواجهات بالمقذوفات بين متظاهرين يرتدون ملابس سوداء والشرطة. وألقي القبض على 11 شخصا، وفقا للشرطة.
- حقيقة الصورتين -
غير ان الصورتين المتناقلتين لا علاقة لهما بهذه التظاهرات الأخيرة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما.
*الصورة 1 -
تنتشر في صفحات (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بتعليق (من دون تدخل): "باريس تشتعل بالمظاهرات والإضرابات احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية". غير ان البحث العكسي يبيّن ان الصورة تعود الى 1 ايار 2018، وفقا لمصدرها الاصلي، وكالة رويترز، التي شرحت (هنا) انها تظهر "الغاز المسيل للدموع يحيط بالمحتجين خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية في باريس بفرنسا، خلال مسيرة لنقابة العمال بمناسبة عيد العمال".
تصوير: كريستيان هارتمان Christian Hartmann/ رويترز.
في ذلك اليوم، اضطرت قوات الأمن الفرنسية إلى استخدام مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 1200 محتج ملثم يرتدون ملابس سوداء أقدموا على تحطيم نوافذ محال تجارية وألقوا القنابل الحارقة خلال مسيرة عيد العمال، الثلثاء 1 ايار 2018 في باريس، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا).
وردد المحتجون شعارات مناهضة للفاشية ولوحوا بالأعلام السوفياتية وبلافتات تحمل عبارات معادية للحكومة وألقوا بالألعاب النارية. وبدأ بعضهم بإقامة حواجز.
وندّد وزير الداخلية جيرار كولوم بالعنف. وقال إن السلطات ستفعل كل ما في وسعها لاعتقال الجناة.
وكانت الشرطة قد حذرت من اشتباكات محتملة مع مجموعات فوضوية يسارية متطرفة، تعرف باسم "بلاك بلوكس"، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لجعل اليوم "يوما ثوريا".
*الصورة 2 -
تتناقلها حسابات (هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم ذاتها اعلاه (من دون تدخل): "مظاهرات بفرنسا ضد غلاء المعيشة ونقص الوقود وصدمات عنيفة بين الشعب الغاضب...". غير ان البحث العكسي يبيّن انها تعود الى 24 تشرين الثاني 2018، وفقا لمصدرها الاصلي، وكالة رويترز (هنا، هنا)، التي شرحت انها تظهر "متظاهرة ترتدي سترة صفراء، رمز احتجاج السائقين الفرنسيين على ارتفاع أسعار الوقود، وتقف على الاشارة الضوئية في الشانزليزيه في باريس بفرنسا".
تصوير: بونوا تيسييه Benoit Tessier/ رويترز
في ذلك اليوم، شهدت جادة الشانزليزيه وسط العاصمة الفرنسية باريس، صدامات بين الشرطة ومحتجين ضمن حركة "السترات الصفر"، تجمع الآلاف منهم للاحتجاج على زيادة الرسوم على المحروقات، وفقا لتقارير اعلامية (هنا).
وقد عمدت قوات الأمن الفرنسية في باريس الى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين ضمن حركة "السترات الصفر". وشوهد متظاهرون ينزعون حجارة أرصفة أو إنزال حواجز أقيمت حول ورشات.
وقالت الشرطة إنه تم توقيف ثمانية أشخاص "خصوصا لإلقائهم مقذوفات" (هنا ايضا).