يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر قافلات مساعدات أرسلتها مصر إلى السودان. صحيح أن الفيديو يصوّر مساعدات مصريّة إلى السودان، لكنّه قديم ولا علاقة له بالتطوّرات الأخيرة.
يصوّر الفيديو شاحنات رسم عليها العلمان المصري والسوداني وكتب تحتهما "من جمهوريّة مصر العربية تضامناً مع الشعب السوداني الشقيق".
وقال ناشروه إنّه لمساعدات أرسلتها مصر إلى السودان أخيراً معلّقين "في زمن لم تستطع الدول الغربيّة إجلاء رعاياها أو إرسال المساعدات".
يوم سادس من المعارك في الخرطوم
حصد الفيديو مئات المشاركات والمشاهدات على فايسبوك وتويتر منذ بدء انتشاره في 19 نيسان الجاري، في وقت تشهد الخرطوم اشتباكات عنيفة منذ السبت بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يقود البلاد منذ الانقلاب الذي قاده الرجلان في 2021.
وأسفرت المعارك عن مقتل أكثر من مئتي مدني، في حين فرّ الآلاف سيراً أو في مركبات وسط أزيز الرصاص ودوّي القذائف.
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.
مساعدات بعد فيضانات في السودان
إلا أن الفيديو لا علاقة له بكل هذا.
فقد أظهر التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة أنّه منشور في أوائل أيلول 2022 على حساب عبر تيك توك.
وقتذاك طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تقديم الدعم إلى السودان في ظل تداعيات أزمة السيول التي اجتاحت عدداً من المناطق في البلاد، وقامت مصر بتسيير جسر بري يحتوي على مواد غذائية وأدوية ومساعدات إنسانية وطبية، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكوميّة.
وكانت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في السودان تسببت في ذلك العام بمقتل العشرات وإلحاق أضرار بآلاف المنازل.
وعادة ما تتساقط أمطار غزيرة في السودان بين أيار وتشرين الأول وهي فترة تشهد خلالها البلاد فيضانات خطرة تلحق أضراراً بالمساكن والبنية التحتية والمحاصيل.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس