تنتشر صورة في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "ضوءاً أزرق قوياً لمع في السماء وشاهده ناس كثيرون في ساحل سوريا قبل حصول الزلزال"، مساء الاثنين 20 شباط 2023. غير أنّ هذا الزعم لا اساس له. في الواقع، هذه الصورة لقطة من فيديو يعود إلى 7 أيلول 2021، ويظهر "سطوع أضواء نادرة في سماء المكسيك، بعد زلزال شديد بقوة 7 درجات هزّها". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة ليلية، وتظهر ضوءا أزرق سطع في السماء. وقد تكثف التشارك فيها، في الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا....)، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "ضوء أزرق قوي لمع بالسماء قبل حدوث الهزة شاهدها الكثير من سكان الساحل" السوري.
- زلزالان جديدان -
تزامن انتشار الصورة مع زلزالين بقوة 6,4 و5,8 درجات ضربا مساء الإثنين 20 شباط 2023 شمال سوريا ومحافظة هاتاي التركية الجنوبية الأكثر تضرراً من زلزال السادس من شباط الذي خلّف أكثر من 45 ألف قتيل في البلدين.
وقد قضى ستة أشخاص في الزلزال الجديد بقوة 6,4 درجات في محافظة هاتاي التركية، وفق ما أفادت الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث "آفاد". ونُقل قرابة 300 شخص إلى المستشفيات، ثمانية منهم في حال حرجة، بحسب المصدر نفسه، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا، هنا).
وفي سوريا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" بوصول 47 حالة إلى مستشفى الرازي في حلب معظمها ناتجة عن الهلع وحالات كسور ورضوض من جراء التدافع. من جهتها أفادت منظمة "الخوذ البيضاء" بتسجيل أكثر من 130 إصابة في شمال غربي سوريا.
وقد انتشرت، بعد الزلزالين، مشاهد لأضواء ساطعة تشبه البرق، الأمر الذي تسبب بإرباك حول سببها، وفقاً لتقارير إعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يبيّن انها لقطة شاشة من فيديو نشرته مواقع اخبارية في (8) ايلول 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، ويظهر "سطوع أضواء نادرة في سماء المكسيك، بعد زلزال شديد بقوة 7 درجات هزّها، وضرب مدينة مكسيكو ومنتجع أكابولكو الشاطئي في وقت متأخر من يوم الثلثاء 7 ايلول 2021"، وفقاً لما ذكر موقع Independent البريطاني (هنا).
بدورها عرضت قناة Noticias Telemundo الفيديو (هنا) ضمن تقرير لتوضيح مسألة "ما يسمى أضواء الزلزال، والتي تحصل عندما تضرب الموجة الزلزالية الأرض"، بحيث "يتسبب الاحتكاك الناتج من الصخور بتيارات كهربائية تنطلق نحو السطح"، على ما ذكرت.
وقد نشرت قنوات عدة (هنا، هنا) مشاهد أخرى مماثلة لهذه الأضواء يومذاك، مستضيفة خبراء ليشرحوا ماهيتها. "هذه الاضواء مرتبطة بالزلزال الناتج من احتكاك الجسيمات الموجودة في قشرة الأرض، والتي تولد تأثيرات كهربائية وكهرومغناطيسية. فالصخور تطلق، عند تعرضها للاحتكاك، إلكترونات أو شحنات كهربائية. وتميل هذه الإلكترونات المشحونة بـ"الطاقة الحركية" إلى إيجاد مخرج ما. ولهذا السبب تلامس الغلاف الجوي. ولدى اصطدامها به، تتحول الطاقة طاقة ضوئية"، وفقا لشرح خبراء (هنا، هنا ايضا).
"أضواء الزلازل" معروفة اذاً و"قد تم توثيقها منذ القرن السابع عشر، بحسب تقرير صادر عن الجمعية الأميركية لرصد الزلازل"، على ما أورد تقرير نشره موقع "بي بي سي" (هنا)، مشيراً الى مشاهدتها في زلازل حصلت عام 1906 في سان فرنسيسكو، وعام 1988 في كيبيك بكندا، وعام 2007 في بيسكو بالبيرو، وعام 2009 في اكيلا بإيطاليا، وعام 2011 في فوكوشيما باليابان.
ووفقا للتقرير، فإن "هذه الاضواء يمكن ان تحصل قبل الزلزال أو أثناءه". وذكر ان "البرق الزلزالي الأكثر شيوعاً يحصل في السماء نتيجة تراكم الشحنة الكهربائية في السحب. لكن التجارب المعملية في جامعة روتجرز Rutgers University تشير إلى أن هذه الأضواء ناتجة من الزيادة الكبيرة في الشحنات الكهربائية في الأرض لدى تكسرها".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "ضوءاً أزرق قوياً لمع في السماء وشاهده ناس كثيرون في ساحل سوريا قبل حصول الزلزال"، مساء الاثنين 20 شباط 2023. في الواقع، هذه الصورة لقطة من فيديو يعود إلى 7 أيلول 2021، ويظهر "سطوع أضواء نادرة في سماء المكسيك، بعد زلزال شديد بقوة 7 درجات هزّها".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
