"مشهد ساحر يحبس الانفاس"، وفقا للوصف. صورة يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "جزءاً من مجرة درب التبانة في السماء خلف الأهرامات" في مصر. غير أنّ هذا الزعم خاطئ. فالصورة لا تظهر مشهداً حقيقياً، لكونها معدّلة رقمياً بواسطة برنامج لتعديل الصور. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ أيّام، تكثف التشارك في الصورة عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "جزء من مجره درب التبانه يظهر في السماء خلف الاهرامات في مشهد ساحر يحبس الانفاس".
التدقيق:
غير ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
أولا، الصورة المتناقلة تحمل توقيع المصوّر المصري حسام عباس Hossam Abbas Photography، الذي يتبيّن انه نشرها في صفحته في الفايسبوك عام 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، مرفقة بشرح انها تظهر "هرم خوفو". واضاف Fine Art (اي فن راق).
وكتب باللهجة العامية: "تخيل المشهد ده كان موجود من فترة مش بعيدة قبل ما تتوسع القاهرة وتنتشر الكهربا بشكل كبير...". ويمكن ان نفهم من كلام عباس ان هذا المشهد من الخيال، وقد استخدم ايضا وسمي art (اي فن) وdesgin (تصميم) للدلالة على ان هذه الصورة مركبة.
- درب التبانة -
دليل آخر على ان هذه الصورة معدّلة رقميا.
فالبحث العكسي يضعنا أمام خيوط (مثل هنا، هنا...)، توصلنا الى الصورة الاصلية لـ"درب التبانة"، التي استخدمها عباس لانجاز صورته المركبة اعلاه.
والصورة التقطها ونشرها المصوّر تريفور دوبسون Trevor Dobson (هنا) في حسابه في موقع فليكر، في 26 شباط 2017 (هنا، هنا، هنا...)، وتظهر "درب التبانة فوق سد هارفي في ولايته غرب أوستراليا"، على ما شرح.
وأوضح ان هذا المشهد "بانوراما من 35 صورة تم التقاطها في سد هارفي، على بعد حوالى 125 كيلومترًا (100 ميل) جنوب بيرث غرب أوستراليا. ويمكن رؤية سحابتي ماجلان الكبيرة والصغيرة بالقرب من الأفق الى يمين الوسط. ويأتي التلوث الضوئي من مصفاة وورسلاي ألومينا Worsley Alumina على بعد حوالى 15 كيلومترا".
وتزخر حسابات دوبسون بصور ليلية آسرة يركز فيها على باب التبانة، "التقطها بنفسه في مدينته بيرث وحولها بغرب أوستراليا"، على ما كتب.
و"تتكون درب التّبانة من حوالى 100 مليار نجم، تشكل معاً قرصاً نجميّاً ضخماً بقطر يبلغ (200- 100) ألف سنة ضوئية" (ناسا بالعربي هنا).
و"من المواقع المظلمة على الأرض، تظهر درب التبانة في شكل نطاق متوهج يمتد على طول السماء. وهذا النطاق، بحسب فلكيين، يمثل قرص المجرة -و هو نظام يصل عرضه إلى حوالى 100 ألف سنة ضوئية، ويُشاهد بشكل جانبي من منظورنا الموجود في مكان يدور حول الشمس. ويحوي هذا القرص القسم الرئيسي من النجوم الموجودة في مجرتنا بما في ذلك الشمس، إضافة إلى أكثر المناطق تركيزا بالغبار و الغاز" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "جزءاً من مجرة درب التبانة في السماء خلف الأهرامات" في مصر. في الواقع، الصورة لا تظهر مشهدا حقيقيا، لكونها مركبة، عملاً فنياً رقمياً يحمل توقيع المصور المصري حسام عباس، الذي نشره عام 2021. وقد استخدم لانجازه صورة اصلية لدرب التبانة التقطها ونشرها المصوّر تريفور دوبسون عام 2017.