يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورا بمزاعم انها تعود لغرق قارب مهاجرين قبالة سواحل جرجيس جنوب شرق تونس أخيراً. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، هذه الصور لقطات من الفيلم التونسي القصير "فاطوم" للمخرج محمد علي النهدي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام، تكثف التشارك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أربع صور يظهر فيها رجل واقفا على شاطىء قرب جثة على ما يبدو، تمددت على الرمل. وقد أرفقت بتعليق: "والد أحد المفقودين: "ولدي تلميذ 14 سنة حرق وأنا وأمه فيبالنا بيه... ما نجمناش نمنعوه" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
التدقيق:
جاء انتشار هذه الصور في وقت عثر بحارة جنوب شرق تونس، الاثنين 10 تشرين الاول 2022، على ثماني جثث يعتقد انها لمهاجرين تونسيين بطريقة غير قانونية فقدوا قبالة سواحل جرجيس جنوب- شرق تونس، بعدما غرق مركبهم منذ أسبوعين، وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس.
وفي 12 منه، تظاهر مئات من سكان مدينة جرجيس بجنوب شرق تونس لمطالبة السلطات بالبحث عن مهاجرين مفقودين. ونددوا أيضا بدفن تونسيين في مقابر مهاجرين.
وقد نشرت اذاعة "موزييك اف ام" مقابلة (هنا، هنا) يومذاك مع "والد فقد ابنه في غرق مركب الهجرة في البحر قبالة جرجيس". ونقلت عنه قوله ''ولدي تلميذ 14 سنة حرق وأنا وأمو في بالنا بيه باش يحرق...'' (هنا ايضا).
في 14 منه، انتشلت قوات خفر السواحل التونسية 11 جثة متحللة لمهاجرين غير قانونيين قبالة سواحل محافظة المهدية بوسط شرق البلاد، على ما أفاد متحدث رسمي.
وفي 18 منه، نُفذ اضراب عام وتظاهر الآلاف من سكان مدينة جرجيس التونسية (جنوب شرق) للمطالبة بالبحث عن مهاجرين مفقودين والتنديد بعملية دفن جثث في مقبرة للمهاجرين دون اشهار لهوياتها.
غير ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا فورا الى الممثل وكاتب السيناريو والمنتج التونسي محمد علي النهدي، الذي نشرها في صفحته في الفايسبوك (هنا)، في 12 تشرين الاول 2022، في منشور تضامني مع ضحايا المركب، مع شرح انها "لقطات من فيلمه فاطوم" (هنا ايضا).
فاطوم فيلم قصير (12019- 24 دقيقة) تدور أحداثه في قالب درامي حول نجيب، "رسام تونسي في الثلاثينات من العمر، يعيش في منزل العائلة بالمدينة العتيقة مع ابنه الوحيد وزوجته. ويأخذ منه الرسم كل وقته ولا يقسم الا بلوحاته. ويقضي ليالي بأكملها في الرسم، وحين يعود الى منزله بعد أيام عدة من الغياب، يجد مفاجأة في انتظاره"، وفقا لموجز عنه (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وهو من بطولة، تأليف وإخراج محمد علي النهدي، وشارك في بطولته زهرة الشتيوي والمنصف العجنقي...
ويمكن مشاهدة إحدى الصور في فيديو ترويجي للفيلم (هنا)، في التوقيت 0.11.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصور المتناقلة تعود لغرق قارب مهاجرين قبالة سواحل جرجيس جنوب شرق تونس أخيرا. في الواقع، هذه الصور لقطات من الفيلم التونسي القصير "فاطوم" للمخرج محمد علي النهدي.