النهار

"إردوغان ينشر خريطة تركيا في إشارة إلى معاهدة لوزان التي تنتهي عام 2023"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"إردوغان ينشر خريطة تركيا في إشارة إلى معاهدة لوزان التي تنتهي عام 2023"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المركبة المتناقلة مع المنشور الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
A+   A-
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بجاكيت عسكرية أمام خريطة. صورة تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم ان "إردوغان ينشر خريطة تركيا في إشارة إلى معاهدة لوزان التي تنتهي عام 2023". غير أنّ هذا الزعم خاطئ. في الواقع الصورة مركبة. والصورة الأصلية لإردوغان التُقطت له خلال زيارته قاعدة العمليات في هاتاي بتركيا في 25 كانون الثاني 2018، في إطار متابعته عملية "غصن الزيتون". وبالنسبة الى معاهدة لوزان، فإن نصها بموادها كاملة وملاحقها لم تأت على ذكر سقف زمني لانتهائها. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة تكثّف عبر صفحات وحسابات في وسائل التواصل (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت  بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "أردوغان ينشر خريطة تركيا إشارة إلى معاهدة لوزان الذي تنتهي في ٢٠٢٣ ويظهر فيها المناطق (حلب و أربيل والموصل وجزء من صلاح الدين وكركوك...". 
 
 
 
التدقيق: 
غير أنّ هذه المزاعم لا صحة لها، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة الأصلية للخريطة، من دون ان يظهر أمامها اردوغان، منشورة في مواقع اخبارية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) في تشرين الاول 2016، ضمن تقرير عن "نشر صحيفة تركية مناصرة لإردوغان يومذاك خريطة لتركيا تضم أجزاء من العراق وسوريا وبلغاريا، فيما ألمح إردوغان إلى أن الموصل وكركوك وأربيل جزء من الأراضي التركية".
 

 
و"الخريطة التي نشرتها صحيفة "درليش بوسطاطي" الإسلامية التركية المؤيدة لإردوغان (هنا، هنا) في 2 تشرين الاول 2016، وأثارت ردود فعل، حملت عنوان: من رسم هذه الحدود لنا؟ ?Bu hududu kimler çizmiş bize، و"هي تضم كركوك والموصل وأربيل من دولة العراق، وحلب وإدلب والحسكة من الدولة السورية، وأجزاء من بلغاريا وأرمينيا، بينما أسقطت الخريطة اسم فلسطين مستبدلة إياه بإسرائيل". 
 
 
"وقد أعادت الصحيفة التركية نشر القسم الوطني "ملي ميساك" وهو اتفاق مختوم من البرلمان العثماني يرجع لعام 1920، ويدعي أن هذه الأراضي أجزاء من تركيا..."، وفقا لتقارير اعلامية.  
 
ومع ان هذه الخريطة حصدت انتشارا واسعا عام 2016، الا ان البحث العكسي عنها يبيّن انها منشورة قبلاً في حزيران 2014 (هنا) ضمن مقالة بالتركية بعنوان: Misâk-I Millî’nin Sınırları، اي حدود الميثاق الوطني. 
 
 
- اردوغان - 
وظهور الصورة الأصلية للخريطة من دون اردوغان امامها يعني ان الصورة المتناقلة مركّبة.
 
ما مصدر صورة اردوغان بالجاكيت العسكرية؟ 
 
في الواقع، يوصلنا البحث عنها الى خيوط (مثل هنا، هنا...) تقودنا الى الصورة الاصلية منشورة في موقع وكالة Getty Images (هنا)، في 25 كانون الثاني 2018، مع شرح انها تظهر "الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إلى اليسار) يشير بيده، بينما بدا الى جانبه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية خلوصي أكار (إلى اليمين)، وذلك خلال زيارته قاعدة العمليات في هاتاي بتركيا، في اليوم السادس من عملية غصن الزيتون". 
 
الصورة: الرئاسة التركية/ مراد سيتينموهوردار Murat Cetinmuhurdar/ وكالة الأناضول/غيتي إيماجز. 
 
 
يومذاك، وصل إردوغان إلى مقاطعة هاتاي الجنوبية على الحدود مع سوريا، وتفقد الوحدات العسكرية التركية المنتشرة هناك للمشاركة في عملية عفرين السورية، وفقا لما ذكرته قناة "إن تي في" التركية. وزار مقر قيادة العمليات، وتلقى التقارير من القادة العسكريين، وفقا لتقارير اخبارية (هنا). 
 
اذاً، هذه الصورة الاصلية لإردوغان، بالجاكيت العسكرية، استُخدمت في عملية تركيب الصورة المتناقلة. وقد تمّ ذلك باقتطاع اردوغان منها وعكس وجهة صورته قبل اضافتها الى الخريطة، ليبدو انه يقف امامها، مشيراً اليها. 
 
وتبياناً لذلك، اجرينا لكم مقارنة بين الصورة الاصلية لإردوغان بعد عكسها (ادناه الى اليمين)، والصورة المتناقلة المركبة (الى اليسار).  
 
 
هل تنتهي صلاحية معاهدة لوزان عام 2023، كما يزعم المنشور؟ 
 
كلا.
 
وهنا بعض المعلومات التاريخية:
 
في 24 تموز 1923، وُقّعت معاهدة لوزان (هنا، هنا) في نهاية الحرب العالمية الأولى، بين ممثلين لتركيا (خليفة الإمبراطورية العثمانية) من جهة، وممثلين لبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا ومملكة الصرب والكروات والسلوفينيين (يوغوسلافيا) من جهة أخرى. وتم توقيع المعاهدة في لوزان بسويسرا بعد مؤتمر استمر سبعة أشهر (هنا).
 
و"قد اعترفت المعاهدة بحدود دولة تركيا الحديثة. ولم تطالب تركيا بأي من مقاطعاتها العربية السابقة، واعترفت بامتلاك بريطانيا لقبرص، وإيطاليا لدوديكانيز. وأسقط الحلفاء مطالبهم بالحكم الذاتي لكردستان التركية والتنازل التركي عن الأراضي لأرمينيا، وتخلوا عن مطالباتهم بمناطق نفوذ في تركيا، ولم يفرضوا أي سيطرة على الشؤون المالية التركية أو القوات المسلحة. وتم إعلان المضائق التركية بين بحر إيجه والبحر الأسود مفتوحة لجميع الشحنات".
 
والقول ان صلاحية معاهدة لوزان تنتهي بعد 100 عام على توقيعها، اي عام 2023، غير صحيح. 
 
 "فمنذ اعوام، تروّج وسائل إعلام تركية أن معاهدة لوزان ترتبط بصلاحية تنتهي بعد 100 عام من توقيعها، أي بحلول تموز 2023، وهو ما يعني استرداد تركيا الأراضي التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، على الرغم من أن الحديث ينحصر في استعادة سيطرتها على حقوق النفط والغاز في البحر، لكن المراقبين والسياسيين يصفون الأمر بالبروباغندا السياسية، نظراً لعدم وجود تاريخ صلاحية للاتفاقية" (اندبندنت عربية، هنا).
 
و"في تعليقات لـ"اندبندنت عربية"، أوضح السفير المصري السابق لدى أنقرة عبد الرحمن صلاح الدين أن اتفاقية لوزان ليست لها مدة صلاحية، ولا يمكن تعديلها الا بموافقة جميع الأطراف الموقعة عليها. 

وقال الباحث السياسي التركي لدي جامعة توروك في فنلندا عبدالله سنسر جوزوبينلي، على موقع "ريسيرش جيت" المتخصص بالدراسات والأبحاث الأكاديمية، إن "الأمر لا يتعدى واحدة من الأساطير الممتعة ونظريات المؤامرة التي يطلقها الساسة الأتراك على المعاهدات التي تم توقيعها قديماً".

وفي مقال سابق في مجلة "فورين بوليسي"، أشار ايضا الزميل البارز لدى المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية نيكولاس دانفورث، إلى أن "معاهدة لوزان لم تتضمن بنداً سرياً يحدد صلاحيتها، وهو ما حاول السياسيون من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الترويج له قبل سنوات". 
 
بدورها، نشرت وكالة "الأناضول" التركية (هنا) انه "يتم ترويج مقولة أن معاهدة لوزان عمرها مائة عام تنتهي عام 2023، في حين أن نص المعاهدة بموادها كاملة وملاحقها لم يأت على ذكر سقف زمني لانتهائها"، مشيرة الى ان "العام 2023 سيكون ذكرى مرور مائة عام على تأسيس الجمهورية التركية".
 
ويمكن الاطلاع هنا، وهنا على  النص الكامل لمعاهدة لوزان. 
 
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "إردوغان وهو ينشر خريطة تركيا في إشارة إلى معاهدة لوزان التي تنتهي عام 2023". في الواقع الصورة مركبة. والصورة الأصلية لإردوغان التُقطت له خلال زيارته قاعدة العمليات في هاتاي بتركيا في 25 كانون الثاني 2018، في إطار متابعته عملية "غصن الزيتون". وبالنسبة الى معاهدة لوزان، فإن نصها بموادها كاملة وملاحقها لم تأت على ذكر سقف زمني لانتهائها.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium