تنتشر مجموعة صور في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم أنّها تعود للحرائق التي شهدها شمال شرق الجزائر اخيراً. غير أنّ هذه اللقطات قديمة، ولا علاقة لها بحرائق الجزائر، وفقاً لما يبيّنه البحث عنها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
اجتاحت حرائق، الأسبوع الماضي، مناطق حرجية وحضرية في شمال شرق الجزائر، مودية بـ43 شخصا، وفقا لآخر حصيلة، اليوم الاثنين. وأعلن الدرك توقيف 13 شخصا يشتبه في تورطهم في إضرام النيران، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
وأفادت الحماية المدنية الجزائرية أنها أخمدت خلال 24 ساعة (السبت الى الأحد) 31 حريقا في مناطق مختلفة من الجزائر. وكانت أعلنت، الجمعة 19 آب 2022، السيطرة على غالبية الحرائق.
- حقيقة الصور -
غير أن الصور المتناقلة لا علاقة لها بحرائق الجزائر، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1 -
يتناقلها مستخدمون (هنا، هنا، هنا، هنا...) مع تعليق: "قلوبنا مع كل المتضررين من حرائق غابات الجزائر...". غير ان البحث يبيّن ان الصورة تعود الى حرائق غابات في اليونان عام 2021.
وكتبت وكالة Getty Images، مصدرها وناشرتها (هنا)، أن الصورة تظهر "أحد السكان المحليين يشير وهو يحمل خرطوم مياه فارغ خلال محاولة لإطفاء حرائق غابات تقترب من قرية بيفكي في جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان، في 8 آب 2021".
واضافت الوكالة: "كافح مئات من رجال الإطفاء اليونانيين، بشكل يائس في 8 آب 2021، للسيطرة على حرائق الغابات في جزيرة إيفيا، والتي دمرت مساحات شاسعة من غابات الصنوبر ومنازل، وأجبرت السياح والسكان المحليين على الفرار. وتكافح اليونان وتركيا حرائق مدمرة منذ نحو أسبوعين، بحيث عانت المنطقة أسوأ موجة حارة منذ عقود، والتي ربطها الخبراء بتغير المناخ".
تصوير أنجيلوس تزورتزينيس ANGELOS TZORTZINIS/ وكالة فرانس برس.
* الصورة 2-
تتناقلها حسابات بمزاعم انها تعود لحرائق الغابات في الجزائر (هنا، هنا، هنا...). غير ان البحث يبيّن انها تعود، على غرار سابقتها، الى حرائق غابات في اليونان عام 2021.
وكتبت وكالة Getty Images، ناشرتها (هنا)، أن الصورة تظهر "رد فعل أحد السكان المحليين وهو يراقب حريقًا كبيرًا خلال محاولة لإطفاء حرائق غابات تقترب من قرية بيفكي في جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان، في 8 آب 2021".
تصوير أنجيلوس تزورتزينيس ANGELOS TZORTZINIS/ وكالة فرانس برس.
تنتشر في حسابات بالمزاعم ذاتها اعلاه و"مدن الشرق الجزائري تحترق" (هنا، هنا، هنا، هنا...). لكن البحث يبين مجددا عدم صحة هذا الزعم. في الواقع، الصورة من البرتغال، وتعود الى 13 تموز 2022. وتظهر، وفقا لوكالة Getty Images، ناشرتها، "رد فعل عامل عندما اجتاح حريق غابة مصنع الأخشاب الذي يعمل فيه في البرغاريا آ فيلها Albergaria a Velha، بالبرتغال".
واضافت الوكالة: "اجتاحت حرائق الغابات الجزء الأوسط من البرتغال، وسط درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية.
تصوير أوكتافيو باسوس Octavio Passos/ غيتي إيماجز)
* الصورة 4-
تتداولها صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا...)، بمزاعم انها تظهر "ضحايا حرائق الطارف بالجزائر". غير ان الصورة قديمة، بحيث تعود الى 18 ايلول 2019، وتظهر في الواقع "ضحايا حريق شبّ يومذاك في مدرسة قرآنية في ليبيريا بالقرب من العاصمة مونروفيا"، على ما ذكرت مواقع اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
في ذلك اليوم، أدى حريق في مدرسة قرآنية بالقرب من العاصمة الليبيرية مونروفيا، إلى مقتل 26 تلميذا على الأقل ومعلمَين، وفق ما أعلنته الرئاسة (هنا).
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الرئاسة سولو كيلغبيه أن أجهزة الطوارئ أبلغت الرئيس جورج ويا أن 28 شخصا لقوا مصرعهم. وقال أمادو شريف، هو مسؤول مجموعة فولاني الإتنية، إن الحريق اندلع بينما كان الأطفال نياما.
وقد نشرت وكالة Getty Images، في 18 ايلول 2019، صورتين تظهران "نقل جثث الضحايا إلى شاحنة استعدادا لدفنها، في مونروفيا" (هنا، هنا).
* الصورة 5 -
تنتشر في صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بمزاعم انها تعود لحرائق الجزائر أخيرا. لكن البحث العكسي عنها يضعنا امام خيوط (هنا) توصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة رويترز، التي نشرتها (هنا) في 12 حزيران 2013، مع شرح انها تظهر "اندلاع حريق غابات في بلاك فورست بكولورادو"، في الولايات المتحدة الاميركية.
واضافت: "تصدت طواقم الإطفاء لحريق غابات اججته الرياح، يوم الأربعاء، وأدى إلى حرق ما لا يقل عن 80 منزلاً بالقرب من كولورادو سبرينغز، بينما أدى حريق آخر إلى إغلاق أحد أهم مناطق الجذب السياحي في الولاية، وأجبر على إجلاء أكثر من 900 نزيل من أحد السجون".
تصوير: ريك ويلكينغ Rick Wilking/ رويترز.
* الصورة 6 -
تتناقلها حسابات (هنا، هنا...)، بالمزاعم ذاتها اعلاه انها تعود لحرائق غابات الجزائر. غير ان البحث العكسي عنها يبين انها تعود الى 11 آب 2022، وتظهر "شخصا في مواجهة ألسنة لهب حريق هائل قرب بولان بيلييه جنوب غرب فرنسا"، وفقا لما شرحت وكالة Getty Images، ناشرتها (هنا).
الخميس 11 آب 2022، بذل آلاف من عناصر الإطفاء في فرنسا جهودا حثيثة لإخماد حرائق جديدة في غابات ضربها الجفاف بسبب موجات الحر الشديد وانحسار غير مسبوق للأمطار في فصل صيف غير مسبوق، على ما أوردت وكالة فرانس برس.
وقالت سلطات جيروند جنوب غرب فرنسا في بيان إن "الظروف بالغة الصعوبة، الجفاف ضرب الغطاء النباتي والتربة بشكل استثنائي"... وإن "هناك خطرا حقيقيا من اندلاع بؤر جديدة".
*الصورة 7 -
تنشرها حسابات (هنا، هنا، هنا...) بمزاعم انها تظهر "تشييع ضحايا حرائق الجزائر" أخيرا. غير ان البحث يقودنا الى حسابات نشرتها في 8 نيسان 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بكونها تظهر "تشييع ضحايا انفجار غاز في مدينة برج بوعريريج" بالجزائر.
وقد نشرت صفحة الحماية المدنية برج بوعريريج في الفايسبوك الصورة في 10 نيسان 2022 (هنا)، مع شرح انها تعود لـ"تشييع الضحايا من مقبرة برج بوعريريج".
الخميس 7 نيسان 2022، وقع انفجار للغاز في منزل بحي 5 جويلية بولاية برج بوعريريج في الجزائر، أودى بحياة 10 أشخاص وأوقع 16 إصابة، وتسبب بانهيار جزئي لـ5 مساكن، وفقا لمواقع اخبارية، لا سيما جزائرية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
* الصورة 8 -
يتناقلها مستخدمون (هنا، هنا...)، بمزاعم انها التقطت خلال حرائق الجزائر. غير ان البحث يبين ان الصورة التقطت في تونس، ونشرتها صفحة الهلال الاحمر التونسي- الهيئة المحلية بجومين في الفايسبوك، في 18 آب 2022 (هنا)، موجهة نداء لمساعدة "عائلة العم سعد من معتمدية جومين ولاية بنزرت" في تونس، بعدما احترق المنزل من جراء "حريق بمنطقة الزاوية".
وهنا فيديو عن العم سعد ومنزله الذي احترق.