النهار

"ذهبت لأحضر الخبز لهم، ولما عدت لم أجدهم"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"ذهبت لأحضر الخبز لهم، ولما عدت لم أجدهم"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها ملتقطة خلال الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين 6 شباط 2023. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع الصورة قديمة، بحيث تعود لزلزال ضرب تركيا عام 1999. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر رجلا عجوزا باكيا بينما كان يحمل الخبز، وخلفه بناء محطم. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) أرفقته بوسم زلزال تركيا وسوريا، اضافة الى تعليق جاء فيه: "كانت دقائق! ذهبتُ لأحضرَ الخبزَ لهم، فعدتُ فلم أجدْهُم ! رحلُوا على غيرِ ما موعدٍ...".  
 
 
وسبق ان انتشرت الصورة في الاعوام الماضية مع تعليقات مختلفة (هنا، هنا، هنا...). 
 
-  45998 قتيلاً -
جاء انتشار الصورة في وقت أدت الزلازل الأخيرة إلى مقتل 42310 أشخاص في تركيا و3688 في سوريا، أي ما مجموعه 45998 قتيلا وفق الحصائل الأخيرة المتوافرة، على ما ذكرت وكالة فرانس برس في تقرير. وسجلت آفاد الثلثاء وقوع ما مجموعه 7242 هزة ارتدادية منذ السادس من شباط.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال تفقده الثلثاء محافظة عثمانية المجاورة في جنوب البلاد إن السلطات وفّرت أماكن إيواء لحوالى 1,7 مليون شخص، 865 ألفا منهم في خيم و376 ألفا في مراكز. وأوضح أن 139 ألف مبنى انهار أو لحقت به أضرار جسيمة أو ينبغي ان تهدم فورا أي ما مجموعه 458 ألف وحدة سكنية.
 
- حقيقة الصورة - 
غير ان الصورة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الأصلي، وكالة "الأناضول" التركية، التي نشرتها (هنا) مع مجموعة أخرى من الصور، عنونتها "كارثة القرن" (هنا، هنا...). 
 
 
وكتبت الوكالة مع الصورة: "صور لا تُنسى من كارثة القرن. تعرضت تركيا لكوارث زلازل في تلك السنوات التي شهدناها. بعد الزلزال الذي وقع في 17 آب (1999)، فقد العديد من مواطنينا أرواحهم أو أصيبوا في الزلزال الثاني الرئيسي الذي وقع وسط دوزجة".
 
تصوير: عبد الرحمن أنطاكيالي ABDURRAHMAN ANTAKYALI. 
 
وقد أعادت الوكالة نشر الصورة (هنا) ضمن تقرير مصوّر نشرته في 11 تشرين الثاني 2014، بعنوان: "15 عاماً مرّت على زلزال دوزجة".
 
وكتبت: "مرّ 15 عاماً على الزلزال الذي وقع في 12 تشرين الثاني 1999. الزلزال الذي استمر لمدة 30 ثانية، دمر Kaynaşlı وتسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات في جزء من بولو. وبحسب بيان مركز إدارة الأزمات في رئاسة الوزراء، فقد 845 شخصاً حياتهم في الزلزال، وأصيب 4948 آخرون. وتعرّض 12,939 منزلا و2,450 مكان عمل للتدمير أو لأضرار بالغة" (هنا ايضا).
 
 
يشار الى انه قبل زلزال دوزجة، ضرب زلزال ولاية كوجا إيلي شمال غرب تركيا، في 17 آب 1999. وكان بقوة 7.4 درجات، وتأثرت به ولايات إزميت وسكاريا ويالوفا وإسطنبول، في منطقة مرمرة. 
 
وقد استمر لمدة 45 ثانية كانت كفيلة بحصد أرواح نحو 17 ألف شخص، إضافة لأكثر من 25 ألف مصاب، يضاف إلى ذلك دمار ما يقارب 300 ألف وحدة سكنية ونحو 43 ألف مكان عمل بخسائر قدرت بنحو 13 مليار دولار (هنا، هنا).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تعود للزلزال القوي الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط 2023. في الواقع الصورة قديمة، بحيث تعود لزلزال ضرب تركيا عام 1999.  
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium