يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً يحمل شعار موقع "العربية"، ويدّعي ان "الديوان الملكي الهاشمي أعلن وفاة الامير حمزة بن الحسين خلال محاولة اعتقاله". غير أنّ هذا الخبر ملفّق، ولا صحة له. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: ينتشر الخبر في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً برابط (هنا) يقود الى موقع يبدو فيه ان الخبر نشره موقع "العربية". وجاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): "الديوان الملكي الأردني اعلن قبل قليل عن وفاة الأمير حمزة بن الحسين أثناء محاولة اعتقاله بعد الموافقة على تقييد اتصالات الامير حمزة وإقامته وتحركاته...".
- التدقيق -
تزامن انتشار هذا الخبر مع اعلان الديوان الملكي الهاشمي، الخميس 19 ايار 2022، "موافقة الملك عبدالله الثاني على توصية المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، والتي رفعها المجلس اليه منذ 23 كانون الأول الماضي" (هنا).
ووجه الملك عبد الله الثاني رسالة الى "الأسرة الأردنية الواحدة" حول ما حصل مع شقيقه الامير حمزة وتطورات الامور معه، قائلا: "عندما تم كشف تفاصيل قضية الفتنة العام الماضي، اخترت التعامل مع أخي الأمير حمزة في إطار عائلتنا، على أمل أن يدرك خطأه ويعود لصوابه، عضوا فاعلا في عائلتنا الهاشمية".
وتابع "لكن، وبعد عام ونيف استنفد خلالها كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، خلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغيّر ما هو عليه"، و"تأكدتُ أنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصيا على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا...".
غير ان الخبر المتناقل عن "وفاة الأمير حمزة" لا اساس له، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحته.
فالديوان الملكي الهاشمي لم ينشر خبراً مماثلاً (هنا، هنا، هنا).
كذلك، لا اثر لهذا الخبر في موقع "العربية"، او في اي وكالات انباء او مواقع اخبارية، عربية وأجنبية، لا سيما أردنية.
وبالنسبة الى الرابط الذي يقود الى موقع يبدو فيه ان الخبر نشره موقع "العربية"، فإنه فخّ يقودكم الى "موقع احتيالي" ينشر اخباراً كاذبة في صفحاته، وينسبها الى مواقع اخبارية "بعد انتحاله التصميم والألوان ذاتها التي تعتمدها هذه المواقع"، بحيث يبدو للقارىء انه في الموقع الاصلي، وانه يقرأ خبرا فيها، بينما الحقيقة مغايرة تماما.
وفي وقت يكون القارىء وقع ضحية تضليل هذا الموقع الاحتيالي، "يتم فتح مواقع ثانية لجذب الناس اليها والاحتيال عليهم، إما بالمعلومات المنشورة فيه بغرض التضليل، إما لزيادة عدد زوار هذه المواقع، وبالتالي الإعلانات فيها"، وفقا لما يشرح الصحافي المستقل المدقّق في المعلومات الزميل محمود غزيل لـ"النهار".
وليست المرة الاولى التي يقع فيها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي ضحية هذا الموقع الاحتيالي. فقد سبق ان نشر أخيرا بياناً كاذبا منسوبا الى الديوان الملكي السعودي، يحمل اسم موقع "العربية"، عن "وفاة الأمير السعودي الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود عن عمر يناهز 67 عاماً". ونشر موقع "النهار" مقالة تدقيق حوله في 26 نيسان 2022 (هنا).
- الأمير حمزة -
الشهر الماضي، أعلن الأمير حمزة بن الحسين (42 عاما) تخليه عن لقب "أمير"، بعد عام من اتهام الحكومة له بالتورط في ما سمي "قضية الفتنة"، وهو اتهام لم يحاكم على أساسه، بل وُضع قيد الإقامة الجبرية، من دون أن يعلن ذلك رسميا.
وقد حوكم في "قضية الفتنة" رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد الذي كان موفدا خاصا للملك الى السعودية. وأصدرت محكمة أمن الدولة في تموز الماضي حكما بالسجن 15 عاما بحقهما بعد إدانتهما بمناهضة نظام الحكم وإحداث الفتنة.
وقدّم الأمير حمزة "اعتذارا" الى الملك عبد الله الثاني وطلب "الصفح" في الثامن من آذار الماضي، وفق ما أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان حينها.
وسمّى الملك عبد الله الأمير حمزة ولياً للعهد عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل الملك حسين، عندما كان نجله الأمير حسين في الخامسة من العمر. لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 وسمّى عام 2009 الأمير حسين. والأمير حمزة نجل الملك حسين من الملكة نور (أ ف ب).