النهار

"مصر ترسل توابيت فرعونيّة إلى إسرائيل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"مصر ترسل توابيت فرعونيّة إلى إسرائيل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصور المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
A+   A-
المتداول: صور تظهر، "وفقاً للمزاعم، "توابيت فرعونية أرسلتها مصر إلى اسرائيل كي تفحصها بواسطة أجهزتها الخاصة". 
 
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
 
الحقيقة: الصور تعود لتابوتين فرعونيين موجودين، منذ عقود عدة، في متحف إسرائيل، ضمن مجموعته للآثار المصرية. وقد أكدت مصر، في بيان، عدم صحة المزاعم المتناقلة. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصور تظهر تابوتاً فرعونياً خلال فحصه بواسطة جهاز، بينما تحلق حوله أشخاص في الغرفة. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، ارفقتها بتعليق أن "هذه التوابيت الفرعونية ارسلتها مصر الى اسرائيل ليتم فحصها بواسطة اجهزتها الخاصة". 
 
 
- حقيقة الصور - 
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصور يوصلنا اليها منشورة في مواقع وحسابات اخبارية، لا سيما اسرائيلية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، في 21- 22 ايار 2023، ضمن تقرير عن "فحص تابوتين فرعونيين من متحف إسرائيل بالاشعة المقطعية".
 
مصدر الصور: المركز الطبي شعاري تسيديك Shaare Zedek بالقدس. 
 
وفي التفاصيل، فقد خضع تابوتان فرعونيان مصريان قديمان، من مجموعة الآثار المصرية لمحتف اسرائيل، لفحص بالتصوير المقطعي في المركز الطبي شعاري تسيديك بالقدس، الأحد 21 ايار 2023، كجزء من دراسة إسرائيلية لاكتشاف طريقة ابتكار الفنانين المصريين تلك التوابيت المتقنة لدفن المومياوات قبل آلاف الأعوام.
 
يعود التابوت الأول الى نحو عام 950 ق. م، وكان ملكا لمغنية الطقوس الاحتفالية للإله المصري آمون رع، واسمها جد- موت Jed-Mot. وهذا التفصيل ظهر مرات عدة في سطور النص ومنسوج في نص تبجيل المغنية المحنطة. اما التابوت الآخر، فيعود الى الفترة من القرن السابع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وكان ملكا لأحد النبلاء المصريين يُدعى بيتاح- حتب Petah-Hotep، وفقا لما ذكر خبراء. 
 
وقد أمضت فرق من مركز شعاري تسيديك ومتحف إسرائيل (هنا، هنا) نحو خمسة أشهر في التخطيط لعملية نقل هذه القطع الاثرية من المتحف إلى المركز في القدس. وحدّد المركز موعداً خاصاً للفحص الاستثنائي المقرر بإشراف شلومي حازان، كبير اختصاصيي الأشعة في جهاز التصوير، بينما تمت عملية النقل بإشراف أمين القسم المصري وموظفي معامل الترميم في متحف إسرائيل.  
 
وسمحت فحوص التصوير المقطعي بفحص طبقات خشب الجميز والجص والمواد الأخرى التي صنعت منها التوابيت المزينة باللغة الهيروغليفية. وأوضح نير أور ليف، أمين الآثار المصرية في متحف إسرائيل، أن "الفحص سمح لنا بأن نفهم على نحو أفضل، الخطوات التي اتبعها الحرفي الذي صنع أغطية التابوت، وهو ما أسهم كثيراً لفائدة البحث الذي نجريه. ومن خلال المسح، تم تحديد التجاويف في الخشب التي تم ملؤها بالجبس كجزء من التحضير لتزيين التوابيت، وكذلك الأجزاء المختلفة التي تم نحتها بالكامل من الجبس ولم يتم حفرها في الخشب مباشرة".
 
وسيتم إعلان النتائج الكاملة للفحوص في غضون أسابيع قليلة.
وكان التابوتان الفرعونيان وصلا إلى متحف اسرائيل في أوائل ثمانينات القرن الماضي، لكنهما ابقيا في اقبية المتحف. تابوت جد- موت كان ملكا للدكتورة شيرلي بن دور أفين، أمينة الآثار المصرية في المتحف. ولا معلومات عن كيفية انتهائه في مجموعة موشي ديان.
 
ووفقا للعديد من الوثائق، فإن تابوت بيتاح- حتب اشتراه في سبعينات القرن الماضي آرثر ساكلر من معرض في نيويورك، بناءً على طلب دايان (هنا). وبعد ترميم التابوتين، تم اعلان عرضهما في المتحف عام 2016. 
 
- تأكيد مصري -
بعد انتشار المزاعم الخاطئة عن إرسال مصر توابيت فرعونية إلى إسرائيل، أصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية بيانا (هنا) أكدت فيه "عدم صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن نقل أغطية توابيت فرعونية من أحد المتاحف المصرية لإسرائيل للفحص بأحد المستشفيات. هذا الأمر عار تماما من الصحة". 
 

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium