تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة صور بمزاعم انها تعود لـ"زلزال أفغانستان" الذي أوقع أخيرا الف قتيل على الأقل. غير أنّ هذا الزعم خاطئ. في الواقع، هذه الصور قديمة، وقد التُقِطت في باكستان وتركيا وإيطاليا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يتزامن انتشار هذه الصور مع مقتل نحو الف شخص على الأقل وجرح أكثر من 1500 آخرين في زلزال قوي ضرب منطقة حدودية نائية فى جنوب شرق أفغانستان ليل الثلثاء الأربعاء 21 حزيران 2022 و22 منه، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن السلطات.
وقال محمد أمين حذيفة، رئيس الإعلام والثقافة في ولاية بكتيكا، في رسالة إلى الصحافة "بلغ عدد القتلى الألف وهذا العدد يرتفع". وأضاف أن "الناس يحفرون القبر تلو القبر". واشار إلى إصابة نحو 1500 شخص في بكتيكا، في أكثر الزلازل فتكًا في أفغانستان منذ أكثر من عقدين.
وقد وقع الزلزال الذي بلغت قوته 5,9 درجات على عمق 10 كيلومترات قرابة الساعة 1,30 بالقرب من الحدود مع باكستان، وفقا لمعهد رصد الزلازل الأميركي. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف الأربعاء في مؤتمر صحافي إن نحو ألفي منزل دمرت" من جراء الزلزال وأدى نقص المعدات إلى إبطاء عمليات الإغاثة (أ ف ب).
- حقيقة الصور -
الا ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بزلزال أفغانستان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1-
تتناقلها حسابات وصفحات (هنا، هنا، هنا...) بمزاعم انها تعود لـ"زلزال افغانستان اليوم". غير ان البحث العكسي عنها يظهر انها التقطت في باكستان عام 2015. وشرحت وكالة رويترز، مصدرها الاصلي وناشرتها (هنا) ان "رجلا ينقل طفلاً أصيب في زلزال الى مستشفى ليدي ريدينغ في بيشاور في باكستان، في 26 تشرين الاول 2015".
وقالت: "ضرب زلزال قوي منطقة نائية في شمال شرق أفغانستان يوم الاثنين (26 ت1 2015)، وهز العاصمة كابول، بينما شعر السكان بتردداته في شمال الهند وفي العاصمة الباكستانية، حيث هرب مئات الأشخاص من المباني، بينما تمايلت لأرض تحتها".
تصوير: خورام بارفيز Khuram Parvez.
* الصورة 2 -
تنتشر في صفحات (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم ذاتها. غير انها، على غرار السابقة، لا علاقة لها بزلزال افغانستان. فالبحث العكسي عنها يبيّن انها التُقطت في باكستان عام 2019. وشرحت وكالة EPA، مصدر الصورة وناشرتها (هنا)، أن الصورة تظهر "طريقا تضرّر بعد زلزال بقوة 5.8 درجات، كان مركزه في ميربور بكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، في 24 ايلول 2019".
* الصورة 3 -
غلى غرار الصورة 2، يبين البحث العكسي عنها ان انها التُقطت في 24 ايلول 2019 في باكستان، بحيث نشرتها يومذاك مواقع وحسابات اخبارية، لا سيما باكستانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
الثلثاء 24 ايلول 2019، ضرب زلزال قوي باكستان. وقال مسؤولون الأربعاء 23 منه إن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 37 قتيلا. وقد سوى الزلزال منازل بالأرض ودمر متاجر وأحدث تشققات كبيرة في الشوارع في منطقة بين بلدتي جيلوم وميربور في الشمال ويقع جزء منها في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير (هنا، هنا).
الصورة 4 -
كذلك، لا علاقة لها، على غرار الصور السابقة، بزلزال افغانستان. ويبين البحث العكسي عنها انها التقطت في تركيا عام 2020. وشرحت وكالة Getty Images، مصدر الصورة وناشرتها، ان الصورة تظهر "عمال إنقاذ يعملون في موقع انهيار مبنى في إلازيغ بتركيا في 26 كانون الثاني 2020".
وقالت: "أدى زلزال بلغت قوته 6.8 درجات إلى إصابة أكثر من 1600 شخص وترك نحو 30 محاصرين تحت انقاض ابنية منهارة".
تصوير: بوراك كارا Burak Kara.
* الصورة 5-
يبين البحث العكسي عنها انها التقطت في ايطاليا عام 2009. مصدرها هو انجيلو جيوردانو Angelo Giordano (هنا، هنا). وفي المعلومات عنها، "تعود الصورة لقرية أونا Onna التي تضررت من جراء زلزال عام 2009 ضرب منطقة أبروتسو بإيطاليا".
وقد أمكن العثور على دليل آخر يؤكد هذه المعلومات: صورة للموقع ذاته نشرتها وكالة Getty Images، في 2 حزيران 2009، من قرية أونا (هنا) "حيث قُتل 41 من سكانها في الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجات، والذي ضرب منطقة أبروتسو الإيطالية في 6 نيسان 2009"، على ما ذكرت. وتابعت: "ارتفع عدد القتلى إلى نحو 300 في المنطقة في 2 حزيران 2009 في أونا بإيطاليا".
تصوير: دينيز تروشيلو Denise Truscello.