تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر شجاراً بين لاعبي المنتخبين الجزائري والمغربي بعد فوز الأخير ضمن منافسات كأس العالم في كرة اليد. إلا أنّ المشاهد المستخدمة في الفيديو منشورة قبل سنوات ولا علاقة لها بالمباراة.
يتضمّن الفيديو مشاهد عدّة من بينها مقطعا فيديو لإشكالين على ملعبين مختلفين، وقد أرفق الأول بمشاهد لمذيعة تبكي.
وجاء في التعليق المرفق "بالفيديو: لحظة اعتداء لاعبي منتخب الجزائر على منتخب المغرب لكرة اليد بعد نهاية المباراة بفوز المغرب!".
فوز المنتخب المغربي حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدء انتشاره في 21 كانون الثاني 2023، بعد أن حقّق المنتخب المغربي فوزاً بنتيجة 28 مقابل 27 على المنتخب الجزائري ضمن منافسات كأس العالم لكرة اليد المقامة في السويد وبولونيا.
ولم تنقل أي وسيلة إعلاميّة موثوقة خبراً عن إشكالٍ وقع بعد المباراة، كما أنّ التسجيلات المتوفرة لها لا تظهر أيّ شجارٍ بين المنتخبين.
فما حقيقة الفيديو؟ يبدأ المقطع المتداول بمشهدٍ لمذيعة تبكي وفي الخلفيّة ما يبدو أنّه إشكالٌ خلال مباراة كرة يد.
إلا أنّ هذا المشهد سبق أن استخدم في مقاطع مضلّلة عدّة تحقّق منها صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس (1,2,3,4). وتظهر النسخة الأصليّة مقدّمة برامج سوريّة وهي تجهش بالبكاء لدى حديثها عن قصف للقوات الحكوميّة على مناطق في الشمال السوري.
أمّا فيديو الإشكال الأوّل فيتضمّن عناصر عدّة تثير الشكّ في أن يكون من مباراة المنتخبين مثل اختلاف الملابس وأرضيّة الملعب.
إثر ذلك أرشد البحث إلى أنّ الفيديو المستخدم يعود لنهائي بطولة أفريقيا لكرة اليد عام 2020 بين منتخبي مصر وتونس.
وقد اقتحم عناصر من الجمهور أرض الملعب، ولم يحصل إشكال بين المنتخبين.
أمّا الفيديو الثاني، فهو مختلفٌ كلياً من حيث شكل الملعب والملابس. وقد أرشد البحث إلى نسخة منه منشورة عام 2020 وجاء في التعليق المرفق أنّه يظهر إشكالاً بين فريقين سعوديين.