بعنوان "غضبة مليارية على حرق المصحف"، يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "حرق نسخة من المصحف في ستوكهولم" أخيراً. غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، هذا الفيديو قديم، بحيث تعود آثاره الى آذار 2021. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
36 ثانية فقط. المشاهد تظهر رجلا في شارع بدأ يحرق كتابا، قبل ان يمنعه شاب كان يمر في الطريق، ويضربه آخر. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) أرفقته بوسم "غضبة مليارية على حرق المصحف"، و"شوف اللي حصل في السويد بعد حرق كتاب الله احرق الله من فعل ذلك"، وفقا لتعليقات مستنكرة.
تزامن انتشار هذا الفيديو بهذه المزاعم مع تنفيذ اليميني المتطرف السويدي الدانماركي راسموس بالودان وعيده باحراق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة تركيا في ستوكهولم، السبت 21 كانون الثاني 2023 (هنا)، وسط حماية أمنية مشددة وخلف حواجز للشرطة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس، في خطوة تهدف إلى التنديد بالمفاوضات التي تجريها ستوكهولم مع أنقرة بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقد اثار حرق المصحف غضب تركيا التي الغت السبت زيارة مقررة لوزير الدفاع السويدي، ليشتد التوتر بين الجانبين فيما تسعى السويد إلى إقناع تركيا بعدم عرقلة انضمامها الى حلف الناتو (هنا، هنا، هنا، هنا). واستنكرت دول مسلمة عدة حرق القرآن، بينما تجمّع عشرات في تركيا السبت أمام قنصلية السويد في اسطنبول للتعبير عن احتجاجهم (هنا).
من جهته، استنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الأحد 22 منه ما وصفه بأنه "عمل غير محترم للغاية"، غداة حرق القرآن في ستوكهولم، معبّراً عن "تعاطفه" مع المسلمين بعد موجة إدانات في العالم الإسلامي (هنا).
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين 23 منه أنّ السويد، المرشّحة لعضوية الناتو، لم يعد بإمكانها الاعتماد على "دعم" تركيا بعدما حرق نسخة من المصحف السبت.
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام حسابات نشرته في (3) آذار 2021 بنسخة أطول (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان "شاب حاول حرق القرآن الكريم في أحد شوارع الدانمارك، ولكن أتاه الرد سريعاً".
ويقود ايضا البحث الى مواقع اخبارية، لا سيما تركية، نشرته في 2- 3 آذار 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) بكونه يظهر "رجلا عنصريا ضربه شباب مسلمون بعد محاولته حرق القرآن في الدانمارك".
وأورد موقع Yeni Şafak التركي انه "صادف أن عثر ثلاثة شباب مسلمين على عنصري من الحزب السياسي اليميني المتطرف Stram Kurs يحرق القرآن وسط الشارع في نوريبرو Nørrebro، وهو حي تقطنه أغلبية مسلمة في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن. وقد أمسك أحد الشباب بالكتاب المحترق وأطفأ النار، بينما شرع آخر في ضرب العنصري".
في الواقع، يبيّن البحث في غوغل مابس للخرائط ان الفيديو مصوّر بالفعل في نوريبرو بكوبنهاغن (هنا). وتؤكد ذلك معالم مشتركة تظهر في الفيديو وغوغل مابس. واليكم مقارنة بين لقطات شاشة من الفيديو (ادناه الى اليمين) ومن غوغل مابس (الى اليسار).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل له علاقة بحرق المصحف في ستوكهولم أخيراً. في الواقع، هذا الفيديو قديم، بحيث تعود آثاره الى آذار 2021. وهو مصوّر في نوريبرو بكوبنهاغن بالدانمارك.