المتداول: صورة يظهر فيها، وفقا للمزاعم، المناضل الجنوب أفريقي الرئيس نيلسون مانديلا مع رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي، المعارض الرئيسي للرئيس قيس سعيد في تونس، و"النضال واحد"، على ما علّق بعضهم.
الا أنّ هذا الادعاء لا صحة له.
الحقيقة: الصورة مركّبة، زائفة. والصورة الأصلية التي تعود الى 10 ايار 1994، تظهر الرئيس نيلسون مانديلا وفريديريك ويليم دي كليرك، نائب الرئيس، يرفعان يديهما عالياً أمام حشد كبير في مباني الاتحاد في بريتوريا، بعد أداء مانديلا اليمين كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
صورة بالابيض والاسود تنتشر منذ ايام في وسائل التواصل الاجتماعي. ويظهر فيها رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا مع رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي، ممسكين بيديهما عاليا، مبتسمين. وقد أرفقت بتعليق (من دون تدخل او تصحيح): "راشد الغنوشي ونيلسون مانديلا النضال واحد... لكن الجزاء حظوظ"، وايضا "المناضل البطل المجاهد الزعيم راشد الغنوشي رفقة الزعيم نيلسون مانديلا والفرق واضح لمن سيشهد التاريخ ومن سيرميه في القمامة ايها الجهلة".
- توقيف الغنوشي -
جاء تداول الصورة في وقت صدرت مذكرة إيداع بالسجن في حق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، المعارض الرئيسي للرئيس قيس سعيد في تونس، على ما أعلن حزبه، الخميس 20 نيسان 2023، منددا بـ"سجنه ظلما" (هنا).
وقد أوقف الغنوشي مساء الاثنين 17 منه، بعدما حذر من "إعاقة فكرية وإيديولوجية في تونس تؤسّس للحرب الأهلية" في حال القضاء على الأحزاب اليسارية أو تلك المنبثقة من التيار الإسلامي مثل النهضة. وانتقدت أطراف عدة توقيفه، بينها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وغداة توقيف الغنوشي، أكدت حركة النهضة الثلثاء 18 منه ان قوات الأمن أغلقت كل مقرات الحزب، بما فيها مقره المركزي، ومنعت العاملين فيها من الدخول إليها (هنا).
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالغنوشي، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا امام الصورة الأصلية منشورة في وكالة "رويترز" (هنا، هنا، هنا)، مع شرح انها تظهر "نيلسون مانديلا، وإف. دبليو. دي كليرك (اي فريديريك ويليم دي كليرك) نائب الرئيس، وهما يرفعان يديهما عالياً أمام حشد كبير من الناس في مباني الاتحاد، بعد القسم الرئاسي الأول، في 10 ايار 1994".
تصوير: جودا نغوينيا Juda Ngwenya/ رويترز
في ذلك اليوم، بات مانديلا أول رئيس اسود لجنوب أفريقيا، في مراسم تابعها مئات الآلاف. ووقف الى جانبه الرئيس فريديريك، آخر رئيس أبيض للبلاد (1989 -1994 هنا، هنا، هنا)، ليتولى منصب النائب الأول لرئيس جنوب أفريقيا (هنا، هنا...).
وظهور الصورة الأصلية لمانديلا وفريديريك يعني ان الصورة المتناقلة زائفة، مركبة، بحيث تم استبدال وجه فريديريك بوجه الغنوشي. واليكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والمركبة (الى اليسار). واشرنا بالأحمر الى التلاعب الذي حصل.
وقد التقطت وكالة "رويترز"، في التاريخ ذاته، صوراً أخرى لمانديلا وهو يؤدي اليمين رئيسا لجنوب أفريقيا، ومتكلما، ومصافحا فريديريك، في مباني الاتحاد في بريتوريا (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا).
النتيجة: اذا، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا مع رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي. في الواقع، الصورة مركّبة، زائفة. والصورة الأصلية التي تعود الى 10 ايار 1994، تظهر مانديلا وويليم دي كليرك، نائب الرئيس، يرفعان يديهما عالياً أمام حشد كبير في مباني الاتحاد في بريتوريا، بعد أداء مانديلا اليمين كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.