تصريح منسوب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي المزاعم المتناقلة انه ادلى به تعليقاً على مقتل الصحافية والمحللة السياسية الروسية داريا دوغين، ابنة الكاتب الروسي المقرب من الكرملين ألكسندر دوغين، السبت 20 آب 2022. وجاء في التصريح "الأمر عائد لله في التعذيب أو العفو عن الارهابيين، لكن الأمر عائد لي في إرسالهم إليه". غير أنّ هذا التصريح مختلق، ولم يدلِ به بوتين، بتأكيد من السفارة الروسية في بيروت لـ"النهار". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ساعات، حصد تصريح منسوب الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آلافا عدة من اللايكات ومئات عدة من المشاركات، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وفي مواقع (هنا، هنا...). وجاء في المنشور (من دون تدخل او تصحيح): "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مقتل "داريا دوغينا": "الأمر عائد لله في التعذيب أو العفو عن الأرهابيين، لكن الأمر عائد لي في إرسالهم إليه".
التدقيق:
تكثّف تناقل هذا التصريح المنسوب الى الرئيس بوتين ابتداء من 23 آب 2022، بعد نحو ثلاثة ايام على مقتل الصحافية والمحللة السياسية داريا دوغين، ابنة الكاتب الروسي المقرب من الكرملين ألكسندر دوغين، المدافع عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مساء السبت 20 منه، في انفجار سيارتها في منطقة موسكو، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
واتهمت أجهزة الأمن الروسية، الاثنين 22 آب، "الأجهزة الخاصة" الأوكرانية بقتل دوغين. غير ان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى، الثلثاء 23 منه، أي تورط لكييف في مقتل دوغين. وقال خلال مؤتمر صحافي "لسنا مسؤولين" عن ذلك.
ولكن هل صرّح بوتين، بعد مقتل دوغين، بان "الأمر عائد لله في التعذيب أو العفو عن الارهابيين، لكن الأمر عائد لي في إرسالهم إليه"؟
كلا.
هذا التصريح مختلق، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحته.
فالبحث عنه في الانترنت، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية والانكليزية والروسية، يعطي نتيجة واحدة: لا اثر له في اي مواقع اخبارية او وكالات انباء، في اي مكان... باستثناء حسابات في وسائل التواصل نشرته من دون ذكر مصدره.
كذلك، لا اثر له في موقع الكرملين (هنا، هنا) الذي يتولى نشر تصاريح الرئيس بوتين والاخبار عنه.
بدورها، أكدت السفارة الروسية في بيروت لـ"النهار" ان هذا التصريح "مختلق"، "لا صحة له".
في الواقع، كان للرئيس بوتين تعليق على مقتل دوغين، بحيث اعتبر أنّ قتلها "جريمة دنيئة". وقال في رسالة تعزية نشرها الكرملين (هنا) في 22 آب، وموجّهة إلى عائلة دوغين: "جريمة دنيئة ووحشية وضعت حدّاً لحياة داريا دوغين قبل أوانها، وهي كانت لامعة وموهوبة وتمتلك قلباً روسياً حقيقياً"، مشيرا الى ان دوغين "خدمت بأمانة الشعب والوطن، وأثبتت بالفعل ما يعني أن يكون المرء وطنيًا لروسيا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم المتناقلة ان الرئيس بوتين صرّح، بعد مقتل دوغين، بأن "الأمر عائد لله في التعذيب أو العفو عن الارهابيين، لكن الأمر عائد لي في إرسالهم إليه". هذا التصريح مفبرك، لا صحة له.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
