المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "جنود حلف الاطلسي في أوكرانيا الآن"، في وقت تستمر المواجهات بين القوات الاوكرانية والروسية.
الا أن هذا الزعم لا أساس له.
الحقيقة: الفيديو قديم، بحيث يعود الى 18 آب 2021، ويظهر الفوضى في مطار كابول، وسط تدفق آلاف الأفغان اليه، مع سيطرة طالبان على أفغانستان، في وقت تواصلت عمليات الإجلاء في كابول. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الفيديو ينتشر على نطاق واسع. 27 ثانية تظهر انتشار جنود مسلحين وطائرات وآليات عسكرية على الأرض، بينما ازدحمت حشود كبيرة في الخلفية. وقد أرفقت هذه المشاهد بالتعليق الآتي: "في حال فاتكم الأمر، جنود الناتو موجودون الآن في أوكرانيا".
جاء تداول الفيديو في وقت أكّد الجيش الأوكراني، اليوم الخميس، أنّ دفاعاته الجوّية صدّت بالكامل هجوماً جديداً "ضخماً" شنّته موسكو على كييف بواسطة طائرات مسيّرة، مشيراً إلى أنّه الهجوم الثاني عشر من نوعه على العاصمة هذا الشهر.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بمواصلة محاولة "ترهيب" بلاده من خلال هجمات تشنها خلال الليل، معلنا إسقاط 36 طائرة مسيّرة ليل الأربعاء الخميس.
وبدأت مجموعة فاغنر المسلحة الخميس تسليم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا الى الجيش الروسي، بعدما أعلنت في نهاية الأسبوع السيطرة على المدينة المدمرة، على ما أوردت وكالة فرانس برس.
وتجري هذه العملية فيما يواجه الجيش الروسي صعوبات في محيط باخموت بعدما خسر، بحسب الأوكرانيين، 20 كيلومترا مربعا في شمال وجنوب هذه المدينة.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشوراً بنسخة أطول (0.48 ثانية) في حساب FUNKER530 - Veteran Community & Combat Footage في يوتيوب، في 18 آب 2021 (هنا)، بعنوان: جندي أميركي يصوّر الفوضى في كابول من فوق مركبة مدرعة (هنا، هنا، وهنا ايضا).
وكتب الحساب ان "المشاهد تظهر استخدام طائرات AH-64 Apache الحربية لاخلاء المدرج امام طائرات C-17. كما يظهر حشدا هائلا من الأفغان اليائسين الذين يأملون الخروج من أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان".
يومذاك سادت الفوضى مطار كابول الدولي والمنطقة المحيطة به، مع تدفق آلاف الأفغان الساعين للخروج بأية طريقة من البلاد، في وقت تواصلت عمليات الإجلاء في كابول التي سقطت في أيدي حركة طالبان.
وأظهرت فيديوات تناقلتها وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي يومذاك مئات الأشخاص وهم يركضون قرب طائرة نقل عسكرية أميركية تتحرك استعدادا للإقلاع بينما يحاول البعض بجنون التشبث بجوانبها أو بعجلاتها.
وكشفت مقاطع فيديو أخرى أيضا مشاهد من الفوضى العارمة على مدرج المطار حيث حاول أفغان تسلق السلالم المؤدية إلى الطائرات، فيما أظهرت صور لأشخاص يصعدون على ظهر طائرة، وفقا لتقاير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد أعلنت حركة طالبان انتهاء الحرب في أفغانستان (هنا) بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابول، في 15 آب 2021 (هنا)، مع رحيل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة، ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها في 16 منه.
وفر الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 منه مع دخول المسلحين العاصمة، قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء (هنا، هنا، هنا...).
- أسلحة من الناتو الى أوكرانيا -
اذاً، الى جانب ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بأوكرانيا والهجوم الروسي عليها، لم نستطع العثور على تقارير مؤكدة من مصادر موثوق بها تثبت وصول جنود من حلف شمال الاطلسي الى اوكرانيا للمشاركة في القتال فيها، كما يزعم المنشور.
الا انه يشار الى انه، بحسب وثيقة من بين عشرات الوثائق السرية التي تم تسريبها أخيرا من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، فقد أرسلت بريطانيا وعدد من الدول الأخرى قوات عسكرية خاصة تعمل داخل أوكرانيا.
وجاء في وثيقة حديثة مؤرخة في 23 آذار، ان بريطانيا ارسلت أكبر مجموعة من القوات الخاصة إلى أوكرانيا بعدد 50 جنديا، تليها لاتفيا العضو في حلف الناتو بحوالى 17 جنديا وفرنسا 15 جنديا والولايات المتحدة 14 جنديا، وأخيرا هولندا ولديها جندي واحد هناك.
ولم تذكر الوثيقة مكان وجود هذه القوات أو المهام التي تقوم بها. وقد تكون أعداد هذه القوات صغيرة، وقد ترتفع أو تقل بلا شك. لكن القوات الخاصة بطبيعتها تكون فعالة للغاية (هنا، هنا- 11 نيسان 2023).
في غضون ذلك، سلّمت الدول الأعضاء في حلف الاطلسي أكثر من 98 بالمئة من المركبات القتالية التي وعدت بها أوكرانيا خلال حربها مع روسيا، على ما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في 27 نيسان 2023 (هنا، هنا...).
وإلى جانب أكثر من 1550 عربة مدرعة و230 دبابة ومعدات أخرى، أرسلت الدول الأعضاء إلى أوكرانيا كميات ضخمة من الذخيرة، كما عمدت الى تدريب أكثر من تسعة ألوية أوكرانية جديدة وتجهيزها، على ما صرح الامين العام للناتو.
ووفقا للتقديرات، تضم هذه الألوية الجديدة أكثر من 30 ألف جندي.
من جهة أخرى، أقرّ ستولتنبرغ، أمس الأربعاء، بانقسام أعضاء الحلف بشأن مسألة عضوية أوكرانيا التي ستكون على جدول أعمال قمة فيلنيوس في تموز. وقال في كلمة ألقاها في بروكسيل أمام صندوق جيرمان مارشال فاند "هناك وجهات نظر مختلفة داخل الحلف بشأن هذه المسألة"، مذكّرا أن "اتخاذ القرار في الناتو يتم بالإجماع".
وتابع "أعتقد أن الجميع أدركوا أن الانضمام إلى الحلف وسط الحرب ليس واردا. المسألة هي ما سيحدث عندما تنتهي الحرب".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
