مئات المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يُظهر "توقيف عناصر من قوات الدعم السريع في السودان خلال الأيام الماضية". إلا أن الادعاء غير صحيح. فالفيديو قديم، ويصوّر في الحقيقة إخراج الجيش السوداني مجموعة من حزب المؤتمر الشعبي من مكان اجتماعهم بعدما هاجمهم متظاهرون غاضبون عام 2019.
تظهر في الفيديو آليات عسكرية وسيارات شحن تنقل عدداً من الرجال وسط جمعٍ غاضب يرجمونهم بالحجارة والتراب.
وجاء في التعليقات المرفقة أن الفيديو يصوّر "توقيف عناصر من قوات الدعم السريع في السودان".
سياق نشر المقطع بدأ انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على فايسبوك، في وقت يشهد فيه السودان منذ 15 نيسان نزاعاً مسلحاً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية.
وأجبرت الحرب أكثر من مليون سوداني على النزوح داخل البلد المصنف من بين الأفقر في العالم، فيما لجأ ما لا يقل عن 300 ألف آخرين إلى دول الجوار التي تشهد بدورها أزمات، وفق معطيات الأمم المتحدة.
وفي الأيام الماضية، ظهرت على مواقع التواصل فيديوهات عدّة قيل إنّها تُظهر اعتقال مواطنين سوادنيين لعناصر من الدعم السريع وتسليمهم للجيش، تبيّن أن بعضها غير صحيح.
حقيقة الفيديو إلا أن الفيديو لا علاقة له بالحرب الدائرة حالياً في السودان.
فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنه منشور في نيسان 2019 على موقع يوتيوب بعنوان "الهجوم على اجتماع المؤتمر الشعبي صالة قرطبة".
وآنذاك، تحديداً في السابع والعشرين من نيسان 2019، هاجم أشخاص بالحجارة اجتماعاً لأعضاء حزب المؤتمر الشعبي، المتحالف مع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في صالة قرطبة في حيّ الصحافة بالخرطوم، ما أدى إلى إصابة 32 شخصاً من المشاركين.
ونشرت مقاطع عن حادثة صالة قرطبة تتشابه العناصر فيها مع تلك الواردة في المقطع قيد التحقيق، من حيث لون الآليات العسكرية الخضراء ولون الشاحنات البيضاء وطبيعة المكان، ويظهر اسم الصالة في الخلفية.
وسبق أن انتشر الفيديو في سياق مضلّل آخر منذ سنوات، إذ قيل إنّه يُظهر نقل وزراء في حكومة البشير للسجن، أعدت خدمة تقصّي صحة الأخبار تقريراً عنه.
في خطوة مفاجئة، أقدمت جهات معنية في الضاحية الجنوبية لبيروت على إغلاق عدد من مداخل المنطقة ومخارجها باستخدام السواتر الحديد، رغم استمرار تعرضها للقصف الإسرائيلي شبه اليومي. هذه الإجراءات أثارت تساؤلات: هل هدفها الحد من ظاهرة السرقات التي انتشرت أخيرا في الضاحية، أو منع تجمع المواطنين قرب المباني التي يحذر العدو الإسرائيلي من الاقتراب منها، لتوثيق لحظة القصف؟