المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "طريقة بيع تنظيم الدولة الاسلامية النساء الايزيديات في اسواق في العراق وسوريا"، مع اعتقاد ان المشاهد حقيقية.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد تمثيلية من العرض الفني "الصیاح المهموس للملائكة الیزیدیة 2023"، لأيريان رفيق. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
20 ثانية فقط. المشاهد تظهر نساء منقبات ومقيدات بسلاسل واقفات جنبا الى جنب، بينما تقدم منهن رجل رافعا الحجاب عن وجوههن، الواحدة تلو الأخرى. وقد ارفقت حسابات، عربية وأجنبية، الفيديو القصير بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "هذه هي الطريقة التي باعت بها lSlS النساء الأيزيديات في أسواق البيع بالتجزئة في العراق وسوريا...".
- حقيقة الفيديو -
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
ملاحظة أولى: كان لافتا وجود اشخاص في الخلفية يصورون بواسطة هواتفهم الخليوية، وقد علت وجوه بعضهم ابتسامات، كأن شيئا لم يكن، بما يؤشر الى اننا امام اداء او تمثيلية.
وهذا ما يتبين بالفعل.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام حساب في تيك توك نشره في 7 ايار 2023 (هنا)، بعنوان: الصیاح المهموس للملائكة الیزیدیة 2023 عرض فني لأيريان رفيق، Aryan Rafiq, Art performance, The Unheard Screams Of The Ezidkhan Angels 2023.
وهذا الكلمات كفيلة بان نفهم اننا امام اداء تمثيلي، وبالتالي المشاهد ليست حقيقية.
في الواقع، نشرت اريان شفيق Aryan Rafiq، وهي فنانة اختصاصية بالفنون البصرية من كردستان العراق، في حسابيها في انستغرام وفايسبوك، دعوة في 7 آذار 2023، الى حضور عرض فني بعنوان: الصیاح المهموس للملائكة الیزیدیە، في اربیل باركي شار قرب قلعة اربیل، في 8 منه (هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا).
ولم تضف الفنانة اي شرح عن هذا العرض الفني ومضمونه. الا انها أوضحت لموقع vrt.be ان المقطع "جزء من اداء أطول عن مصير النساء اللواتي خطفهن داعش وباعهن كعبيد. وفي هذا المشهد، يؤدي ممثل دور مقاتل من داعش يرفع حجاب النساء ليرى إن كن جميلات".
- داعش المجرم -
وقد نفّذ داعش "حملة ضد الأقلية الإيزيدية تضمنت تطهيرا عرقيا في شكل عمليات إعدام جماعية وإجبارا على تغيير الديانة وعنفا جنسيا واسع الانتشار، بالإضافة إلى ذبح الآلاف منهم"، وفقا لتقرير أممي (هنا).
وافاد ان "داعش عمد إلى استرقاق أكثر من 6,500 من النساء والأطفال وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350 الفا مخيمات النزوح شمال العراق. ولا يزال أكثر من 120 الفا ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تحول دون إعادة بناء حياتهم، كما تعيش غالبية الأفراد بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ودعم سبل العيش".
وقد تمكن مكتب انقاذ المختطفين الإزيديين من جمع 3500 دليل ووثيقة على الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش. وقال مدير المكتب حسين قائدي لشبكة رووداو الإعلامية، الخميس 23 حزيران 2022 (هنا) إن "الكورد الإزيديين الذين وقعوا بيد داعش، تعرضوا لجميع أشكال العنف منذ يومهم الأول ولغاية انقاذهم، من تجويع وترهيب وتعذيب، وذلك وفق الوثائق والأدلة التي تمكنا من جمعها".
وكان قائدي أعلن في 31 أيار 2022 أنهم تمكنوا من "انقاذ 3552 مختطفاً، 1201 امرأة، 339 رجلاً، 1050 من الأطفال الإناث، 956 من الأطفال الذكور"، مشيراً إلى العثور على رفاة "146 إزيدياً ممن قتلوا على يد تنظيم داعش".
وأوضح ان "مصير 2719 من المختطفين ما زال مجهولاً إلى الآن، منهم 1274 من النساء، و1445 رجلاً"، لافتاً إلى أن عدد الايزيديين بحسب إحصاء للمكتب يبلغ "550 الف شخص، منهم 360 الفاً نزحوا بسبب داعش، و100 الف هاجروا إلى الخارج" (هنا ايضا).
في تشرين الاول 2022، أعلن المكتب تحرير ستة مختطفين لدى تنظيم داعش، وعودتهم الى أحضان ذويهم في سنجار (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان المشاهد المتناقلة "حقيقية لبيع تنظيم الدولة الاسلامية النساء الايزيديات في اسواق في العراق وسوريا". في الواقع هذه المشاهد تمثيلية من العرض الفني "الصیاح المهموس للملائكة الیزیدیة 2023"، لأيريان رفيق.