النهار

صورة لـ"العاصفة الثلجيّة الأقوى في أميركا منذ 40 عاماً"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
صورة لـ"العاصفة الثلجيّة الأقوى في أميركا منذ 40 عاماً"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
شارع غارق بكامله بالثلوج. صورة يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها ملتقطة خلال "العاصفة الثلجية الأقوى في أميركا  منذ 40 عامًا". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود آثارها الى كانون الأول 2010. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تظهر الصورة ثلوجاً كثيفة غطت شارعاً وسيارات توقفت فيه. وقد تكثف التشارك فيها أخيراً عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "عاصفة ثلجية هي الأقوى منذ 40 عامًا في أمريكا". 
 
 
التدقيق: 
جاء انتشار هذه الصورة في وقت أودت عاصفة شتوية ترافقها رياح جليدية وتجتاح وسط الولايات المتحدة وشرقها منذ أيام، بحياة أكثر من ثلاثين شخصا وحرمت عشرات الآلاف من السكان من الكهرباء في يوم عيد الميلاد، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا). 
 
وأكدت السلطات الأميركية مصرع 32 شخصا في تسع ولايات بينهم 13 في مقاطعة ايري بولاية نيويورك التي تضم مدينة بافالو حيث وصل ارتفاع الثلوج إلى ثلاثة أمتار في بعض المناطق.
 
وقد توقع خبراء الأرصاد أن العاصفة الشتوية الكبرى التي تجتاح الولايات المتحدة قد تجلب أبرد عيد ميلاد منذ أربعة عقود في أجزاء من البلاد (هنا، هنا، هنا). 
 
ويُعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أميركا الشمالية حالياً إلى ظاهرة تسمّى "الإعصار المتفجّر" أو "الإعصار القنبلة". وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية إنّ موجة الصقيع الراهنة تحدث "مرة واحدة في كلّ جيل" ولديها القدرة على أن تصير مميتة.

وقد حطّمت درجات الحرارة بالفعل أرقاماً قياسية مع انخفاضها إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر في غرب كندا وناقص 38 في مينيسوتا وناقص 13 في دالاس (هنا).
 
- حقيقة الصورة - 
غير ان الصورة المتداولة لا علاقة لها بهذا الصقيع القطبي الذي يجتاح اميركا الشمالية، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث عنها يوصلنا اليها منشورة في هذا الموقع، في 28 كانون الاول 2010 (هنا)، أي قبل 12 عاما، مع شرح انها مصوّرة في نيويورك بالولايات المتحدة الاميركية. وقد ارفقتها حسابات أخرى بالمعلومة ذاتها عنها: نيويورك، 28 كانون الاول 2010 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا). 
 
 
 
 
 
ولم يمكن التأكد من مكان تصوير الصورة من مصدر موثوق به. ايا يكن، فإن نشر الصورة قبل 12 عاما يعني ان لا علاقة لها بالصقيع الذي تشهده الولايات المتحدة حاليا. 
 
الاحد 26 كانون الاول 2010، ضربت عاصفة ثلجية قوية الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ما ادى الى اضطراب كبير في حركة الطيران والقطارات والنقل البري حيث علق ملايين الاشخاص المسافرين لقضاء عطل الميلاد في المطارات، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا، هنا، هنا). 
 
ووصلت سماكة الثلج الى اكثر من 30 سنتم في نيويورك وبوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق) وترافقت اعتبارا من بعد ظهر الاحد مع رياح قوية.

والغيت بعد ظهر الاحد حوالى 1500 رحلة في اكبر مطارات في الولايات المتحدة، نيويورك وجاي اف كاي ونيوارك ولاغوارديا بحسب ناطق باسم مصلحة الملاحة الجوية.
 
وقد نشرت وكالات عالمية صورا للثلوج التي خلفتها تلك العاصفة الثلجية يومذاك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة ملتقطة خلال العاصفة الشتوية القوية التي تجتاح الولايات المتحدة. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود آثارها الى كانون الاول 2010.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium