يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في لبنان، مشاهد بمزاعم انها تعود الى الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان أخيرا، وأوقعت 6 قتلى. الا أن هذا الزعم خاطئ، والمشاهد المتناقلة قديمة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
جاء تداول هذه المشاهد في وقت شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، مواجهات عنيفة بين حركة "فتح" وعناصر إسلاميّة، أوقعت ستة قتلى، بينهم مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو أشرف العرموشي، وأسفرت عن حركة نزوح.
وبعدما سيطر هدوء حذر فجر اليوم الاثنين على المخيّم، خرقته أصوات الرشقات النارية المتقطّعة، التي تصاعدت حدّتها مجدّداً، منذرةً ببدء "جولة" جديدة من الاشتباكات، وفق ما أفاد مراسل "النهار" في صيدا.
إلى ذلك، عمل الجيش اللبناني على تعزيز مواقعه ومراكزه وحواجزه المحيطة بالمخيم من الاتجاهات كافّة، واستقدم قوّة جديدة ليلاً بمواكبة طائرة استطلاع صغيرة، حلّقت في أجواء المنطقة لساعات.
الا أن مشاهد متداولة لا علاقة لها بهذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الفيديو 1-
يقود البحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، الى حسابات، لا سيما اخبارية، نشرته بنسخة أطول في 22 آب 2017 (هنا، هنا، هنا)، بكونه يظهر "قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد ابو أشرف العرموشي يشارك في المعارك".
ومع انه لم يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عن الفيديو من مصادر موثوق بها، الا ان نشره في آب 2017 يعني ان لا علاقة له بالاشتباكات الحديثة في مخيم عين الحلوة.
في آب 2017، دارت اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة بين قوات الأمن الفلسطينية ومجموعة إسلامية متشددة تحمل اسم الفلسطيني بلال بدر، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أوقعت قتيلين عندما فتحت "مجموعة بدر" النار على مقر للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم الذي يعتبر أكبر مخيمات الفلسطييين في لبنان.
* الفيديو 2-
يتم تداوله بمزاعم انه يظهر "سقوط قذيفة خلال محاولة فرق جمعية الشفاء الوصول الى الجرحى..."، وايضا "فرق الإسعاف تتعرض لرشقات نارية خلال الاشتباكات في المخيم". الا ان الفيديو، على غرار السابق، لا علاقة له بهذه المستجدات، ونعثر عليه منشورا، في 3 آب 2019، في حساب موقع مخيم البص الالكتروني في يوتيوب (هنا)، مع تعليق: اشتباك صباح اليوم في مخيم عين الحلوة.
وتاريخ نشر الفيديو يعني ان لا علاقة له بالمواجهات العنيفة الاخيرة في المخيم.
في ذلك اليوم، اندلعت اشتباكات مسلحة في شارع الفوقاني داخل مخيم عين الحلوة بعد مقتل حسين علاء الدين الملقب بـ"الخميني" قبل يوم، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
واسفرت عمليّة أمنية مشتركة وخاطفة شاركت فيها "القوى الاسلاميّة" و"ناشطون اسلاميون" في "حي المنشيّة"، عن مقتل أحد ابرز الارهابيين المطلوبين في مخيم عين الحلوة بلال محمد العرقوب واعتقال نجليه يوسف وأسامة وتسليمهما الى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، عند حاجز الغربي للمخيم لجهة حسبة صيدا (هنا).
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.