المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "السفير الاميركي الجديد الذي رفضت جامايكا قبول أوراق اعتماده بسبب زوجته الملتحية".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة تظهر المغني النمسوي "الدراغ كوين" كونشيتا ورست خلال حضوره حفلة أوبرا فيينا الراقصة في شباط 2019. ويظهر بجانبه مدير اعماله أندريه كارساي. وبالنسبة الى جامايكا، فإن السفير الأميركي لديها هو أن. نيكولاس بيري، الذي سلّم أرواق اعتماده الى الحاكم العام لجامايكا السير باتريك ألين في 13 ايار 2022. اما "رفض جامايكا"، الذي حكي عنه، فيتعلق بـ"منح الاعتماد زوج/ة ديبلوماسي أميركي، وهما ثنائي مثلي"، وفقا لتقارير إعلاميّة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر رجلا ملتحيا، بثوب نسائي، بينما وقف الى جانبه شخص آخر بنظارتين. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية: "جامايكا رفضت قبول اوراق اعتماد السفير الاميركي الجديد بسبب زوجته الملتحية. الآن تهدد الولايات المتحدة جامايكا باغلاق سفارتها".
- حقيقة المنشور -
الا ان هذه المزاعم لا صحة لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
في الواقع، الرجل الملتحي بثوب نسائي الذي يظهر في الصورة، هو المغني النمسوي "الدراغ كوين" المعروف كونشيتا ورست Conchita Wurst (توماس نويورث). ونشر صورة له بالثوب، في حسابه في انستغرام، في 28 شباط 2019، مع تعليق: "تشرفت بحضور حفلة دار فيينا الراقصة 2019 Wiener Opernball الليلة" (هنا، وهنا ايضا)، والتي اقيمت يومذاك في دار أوبرا فيينا بفيينا في النمسا (هنا).
ومن يظهر الى جانبه هو مدير اعماله أندريه كارساي André Karsai، الذي نشر صورة له مع ورست، في 28 شباط 2019 (هنا).
اذا، الصورة قديمة، ولها سياق مختلف.
ماذا عن جامايكا؟ هل رفضت بالفعل قبول أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد لديها بسبب زوجته الملتحية؟
كلا.
في الواقع، السفير الأميركي لدى جامايكا هو أن. نيكولاس بيري N. Nickolas Perry، الذي سلّم أرواق اعتماده الى الحاكم العام لجامايكا السير باتريك ألين في 13 ايار 2022 (هنا، هنا...). وهو لا يزال في منصبه منذ ذلك التاريخ (هنا...).
في تعريف به، "إنه أول شخص ولد في جامايكا يشغل هذا المنصب"، "متزوج من جويس (ماهابير) ولديهما ولدان، ابنة نوفالي إنديرا، وابن نيكولاس ألكسندر (هنا).
اذاً، ما القضية؟
وفقا لتقارير اعلامية، رفضت جامايكا منح زوج/ة ديبلوماسي أميركي لم يذكر اسمه، الاعتماد. والديبلوماسي الاميركي وزوجته ثنائي مثلي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وذكر "راديو جامايكا نيوز" ان الحكومة الاميركية وجهت الى حكومة جامايكا طلبا للموافقة على زوج/ة ديبلوماسي على وشك أن يتم تعيينه في جامايكا، ليتم منحه الحصانة الديبلوماسية وجميع امتيازات الديبلوماسي. الا انه يُعتقد أن حكومة جامايكا لم تستجب للطلب في الوقت المناسب. وعندما أرسلت الولايات المتحدة مذكرة ديبلوماسية أخرى بهذا الشأن، ردت حكومة جامايكا برفض الطلب.
ونقل عن مصدر حكومي رفيع المستوى قوله إن الموافقة على الطلب الاميركي تعني أن جامايكا تعترف بزواج المثليين، وهو أمر غير قانوني في هذا البلد.
ووفقا لمصادر، فقد ردت الولايات المتحدة على ذلك برفض طلب وجهته حكومة جامايكا لتمديد إقامة ثلاثة ديبلوماسيين في سفارة جامايكا وقنصلياتها في الولايات المتحدة.
الا ان وزيرة الخارجية في جامايكا كامينا جونسون سميث رفضت، في بيان، التقارير الإعلامية عن خلاف ديبلوماسي مع الولايات المتحدة (هنا). واذ لم تتناول مباشرة الموضوع، قالت إن جامايكا تلعب وفقا للقواعد.
وأوضحت انه "وفقا للممارسات الديبلوماسية وضمن نطاق الدستور، تمنح جامايكا الامتيازات والحصانات الديبلوماسيين الجدد وموظفيهم وعائلاتهم، إما للإقامة في البلد، اما لزيارته. ويتم النظر في جميع الطلبات المقدمة إلى وزارة الخارجية في هذا السياق. ويواصل الموظفون في كلا البلدين الإقامة والعمل في أراضي بعضهم البعض. ومن المتوقع أن يلتزموا قوانين البلد المضيف".
بدورها، دحضت سفيرة جامايكا لدى الولايات المتحدة أودري ماركس التقارير عن خلاف بين حكومتي جامايكا والولايات المتحدة، مصرة على أن العلاقات بين البلدين لا تزال قوية (هنا).
وأفادت أن "الطلب المقدم من الولايات المتحدة لتمديد امتيازات الزوج/ة وحصاناتها، تلقته سفارة جامايكا في 20 حزيران 2023". وقالت إن "الجواب الموصى به، بما يتماشى مع قوانين جامايكا"، تم إرساله "في الوقت المناسب" إلى وزارة الخارجية الأميركية بحلول 5 تموز 2023.
وتابعت: "بناءً على ما سبق وحسن توقيت الرد، من الواضح أن طلب الولايات المتحدة لم يتم تجاهله. وخلافا للتقارير، لم توجه اميركا الى جامايكا طلبا ثانيا".
وتناولت السفيرة ماركس التقارير التي تفيد بأن الخلاف المزعوم بين البلدين أدى إلى اتحاذ الولايات المتحدة قرارا بعدم تمديد إقامة العديد من الديبلوماسيين الجامايكيين، بمن فيهم هي.
ومع الإقرار برفض "بعض" طلبات التمديد، ربطت الرفض الاميركي بتغيير السياسة الأميركية في آب 2019، والذي دخل حيز التنفيذ في آب 2021، اذ تم اعتماد الديبلوماسيين من جميع البعثات الثنائية في جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة لمدة أقصاها خمسة سنوات، على أن يغادروها بعد ذلك.
وقالت: "لم يكن هناك في أي وقت طلب من وزارة الخارجية الأميركية لإبعاد سفيرة جامايكا لدى الولايات المتحدة أو لمغادرتها الولايات المتحدة على الفور، قبل نهاية العام أو فور انتهاء تأشيرتها الديبلوماسية". وتابعت: "بصفتي سفيرة جامايكا لدى الولايات المتحدة، سأعود إلى بلادي في الوقت المناسب تماشيا مع عقدي أو بناء على طلب حكومتي...".
ردا على اسئلة بهذا الشأن، قال متحدث لوزارة الخارجية الاميركية (هنا) إن "إحدى الأولويات القصوى للإدارة الاميركية تتمثل في ضمان منح الامتيازات والحصانات أزواج الموظفين المعينين في السفارات والمراكز القنصلية الأميركية، بغض النظر عن التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية" (هنا).
واضاف: "في آب 2021، تم وضع سياسة الوزارة في ما يتعلق بمدة اعتماد الديبلوماسيين في البعثات الثنائية إلى الولايات المتحدة، ويتم تطبيقها عالميا في غياب سياسة الاعتماد المتبادل. وفي حال عدم وجود تنازل معتمد من الوزارة، من المتوقع أن ينهي الديبلوماسيون المعتمدون في البعثة الثنائية جولتهم بعد خمس سنوات ويغادرون الولايات المتحدة".
وتابع: "تواصل الولايات المتحدة وجامايكا التمتع بعلاقات وثيقة على أساس القيم المشتركة والتجارة والثقافة والسياحة ومجتمع الشتات النابض بالحياة في الولايات المتحدة. وكما قال وزير الخارجية، نتعهد الدفاع عن العدالة والإنصاف والإدماج وإمكانية الوصول في العمل، أكان في مكاتبنا المحلية أم في بعثاتنا في جميع أنحاء العالم" (هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمنشور المتداول ان "جامايكا رفضت قبول أوراق اعتماد السفير الاميركي الجديد بسبب زوجته الملتحية". في الواقع، السفير الأميركي لدى جامايكا هو أن. نيكولاس بيري، الذي سلّم أرواق اعتماده الى الحاكم العام لجامايكا السير باتريك ألين في 13 ايار 2022. اما "رفض جامايكا"، الذي حكي عنه، فيتعلق بـ"منح الاعتماد زوج/ة ديبلوماسي أميركي، وهما ثنائي مثلي"، وفقا لتقارير إعلاميّة. وبالنسبة الى الصورة، فإنها تظهر المغني النمسوي "الدراغ كوين" كونشيتا ورست خلال حضوره حفلة أوبرا فيينا الراقصة في شباط 2019.