المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "الجيش اللبناني يرد على مصادر إطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة، والتي تستهدف مراكزه".
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: المشاهد قديمة، اذ تعود الى 24 حزيران 2013، ونشرتها قناة "سكاي نيوز" بكونها تظهر اشتباك الجيش اللبناني مع أنصار رجل الدين السني المتطرف أحمد الأسير في مدينة صيدا جنوب لبنان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
12 ثانية فقط. المشاهد تظهر دبابتين، بينما كان جنود داخلهما يطلقون النار بواسطة بنادقهم. ويسمع في الخلفية صوت شخص يقول: اننا الآن في المعركة المحتدمة... اننا نشهد معركة للجيش اللبناني، قبل ان يطل المتكلم امام الكاميرا وكان يضع خوذة واقية على الرأس. منذ ساعات، تكثف التشارك في الفيديو، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "الجيش اللبناني يرد على مصادر إطلاق النار التي تتعرض لها مراكزه وبشكل مباشر الى داخل مخيم عين الحلوة".
- اشتباكات في مخيم عين الحلوة -
جاء تداول الفيديو، في وقت سادت، اليوم الخميس، أجواء من الهدوء الحذر في مخيّم عين الحلوة بعد اشتباكات عنيفة ليلاً بين مسلّحي "فتح" والإسلاميين المتشدّدين، على ما أفاد مراسل "النّهار" (هنا).
ومنذ ساعات الصباح الأولى، توقّفت الاشتباكات نهائياً، ولم تُسمع حتى هذه اللّحظة أي طلقة رصاص واحدة داخل المخيّم، مما سمح للمدنيّين بالدخول إلى المخيّم والخروج منّه وغالبيتهم يعبرون سيراً على الأقدام، خصوصاً عبر حاجزي الجيش- الحسبة الطرف الغربي للمخيّم وحاجز الجيش قرب مستشفى صيدا الحكومي المدخل الشمالي للمخيّم.
وقد أقفل الجيش المدخل الشمالي الشارع التحتاني القريب من مخيّم الطوارئ وذلك وسط إجراءات وتعزيزات امنيّة مكثّفة له.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح مثل الجيش اللبناني، يطلق النار، وصيدا، يوصلنا فورا اليه منشورا بنسخة أطول (38 ثانية) في حساب قناة "سكاي نيوز عربية" في يوتيوب في 24 حزيران 2013 (هنا)، بعنوان: لبنان... اشتباكات عنيفة في صيدا".
وأوضحت القناة أن "الجيش اللبناني اشتبك صباح الاثنين (24 حزيران 2013) مع أنصار رجل الدين أحمد الأسير في مدينة صيدا جنوب لبنان. وأظهرت صور بثتها سكاي نيوز عربية مباشرة إطلاق الجيش اللبناني النار على موقع لأنصار الأسير" (هنا ايضا).
وقد تحوّلت مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان ساحة حرب، الاحد 23 حزيران 2023، عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وأتباع الشيخ السُني السلفي المناهض لحزب الله الشيخ أحمد الاسير (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وأفادت مصادر عسكرية لبنانية يومذاك بمقتل 18 جنديا وجرح أكثر من 100 شخص من جراء الاشتباكات.
واندلعت الاشتباكات على خلفية إشكال بين الجيش ومسلحين من جماعة الأسير نتيجة توقيف حاجز للجيش سيارة تقل أشخاصا من الجماعة المذكورة.
وتخلل الاشتباكات اقتحام الجيش مجمعا ضم المسلحين الموالين للاسير في مدينة صيدا واعتقال عشرات منهم (هنا). وتمكن الأسير وعدد من المسؤولين في حركته من الفرار (هنا).
وفي آب 2015، أوقفت القوى الأمنية الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي، خلال محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور، وقد غيّر شكله الخارجي.
وفي أيلول 2017، قضت المحكمة العسكرية بإعدامه في القضية المعروفة إعلاميا باسم "أحداث عبرا". وفي آب 2021، أصدرت حكماً بالحبس 20 عاما وتجريده من حقوقه المدنية (هنا، هنا، هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "الجيش اللبناني يرد على مصادر إطلاق النار داخل مخيم عين الحلوة، والتي تستهدف مراكزه". في الواقع، المشاهد قديمة، اذ تعود الى 24 حزيران 2013، ونشرتها قناة "سكاي نيوز" بكونها تظهر اشتباك الجيش اللبناني مع أنصار رجل الدين السني المتطرف أحمد الأسير في مدينة صيدا جنوب لبنان.