النهار

"احتجاجات عشائريّة عراقيّة على المفاوضات الحدوديّة مع الكويت"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- ا ف ب
"احتجاجات عشائريّة عراقيّة على المفاوضات الحدوديّة مع الكويت"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
في ظلّ الانتقادات الموجّهة على مواقع التواصل لتعامل السلطات العراقيّة مع قضية ترسيم الحدود مع الكويت، واتّهامها بالتقصير أو التفريط في هذا الملفّ، تداولت صفحات وحسابات على موقعي فايسبوك وتويتر فيديو قالت إنّه يُظهر احتجاجات عشائريّة في محافظة البصرة الجنوبيّة رفضاً لمسار المفاوضات الحدوديّة. لكن هذا الفيديو في الحقيقة منشور في العام 2019 على أنّه مصوّر في إيران.
 
يظهر في الفيديو حشد ممن يبدو أنّهم متظاهرون في ساحة.
 


وجاء في التعليقات المرفقة أن الفيديو يُظهر تظاهرة لعشائر محافظة البصرة الواقعة في جنوب العراق على الحدود مع الكويت، احتجاجاً على مسار التفاوض الحدودي بين بغداد والكويت.
 
ويأتي ظهور هذا الفيديو بهذه السياق في ظلّ حالة من التعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على خلفيّة المباحثات بين البلدين لترسيم الحدود. وتتّهم الكثير من المنشورات السلطات العراقية بالتفريط و"بيع الأراضي" وصولاً إلى "الخيانة".

لكن السلطات في بغداد تنفي ما يُنسب لها.

وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقاه مكتب وكالة فرانس برس في بغداد الخميس إن الحدود البريَّة لم ولن يتطرَّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسميّاً"، فيما وصف متحدث باسم الحكومة الاتّهامات الموجّه للسلطات بأنها "ابتزاز سياسيّ (...) من كُتل وأحزاب مختلفة".

وقبل أيّام، أكّد العراق والكويت التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين خلال زيارة للوزير الكويتي إلى بغداد الأحد.

وأعرب مسؤولون عراقيون في الماضي عن استعدادهم للاعتراف بالحدود البريّة مع الكويت، لكن الحدود البحرية لا تزال تشكّل نقطة خلاف بينهما، إذ إن بغداد تريد أن يضمن لها ترسيم الحدود القدرة على الوصول إلى بحر الخليج، الذي تحتاج إليه اقتصادياً ولصادراتها النفطية.

في ظلّ هذا الواقع وهذا الجدل، ظهرت فيديوهات عدّة قيل إنها لتظاهرات احتجاجيّة على مسار ترسيم الحدود.

حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو المتداول لا شأن له بكلّ ذلك.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور قبل أربع سنوات على الأقلّ، ما ينفي ما قيل عنه على مواقع التواصل.
 


ونُشر الفيديو على مواقع التواصل في تشرين الثاني من العام 2019 على أنّه لتشييع ناشط وشاعر في محافظة الأهواز في جنوب غرب إيران.
 
وتبيّن أن منصّة "التقنيّة من أجل السلام" العراقيّة المتخصّصة في تفنيد الأخبار المضلّلة، تحقّقت من الادّعاء نفسه، وبيّنت أن الفيديو قديم ومنشور قبل أربع سنوات على أنّه من إيران.

وأمكن العثور أيضاً على مقاطع عدّة منشورة على أنها لتشييع هذا الناشط.

ولم يتسنّ التحقّق من الملابسات الدقيقة لهذه المقاطع. لكنها نشرت بالتزامن مع اندلاع تظاهرات آنذاك في إيران (تشرين الثاني 2019) بعد رفع كبير لأسعار البنزين، في ظلّ أزمة اقتصادية حادّة.

وامتدت التظاهرات سريعاً إلى 40 مدينة ومنطقة، بينها طهران، أحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة ومجمعات تجارية ومساجد ومبان عامة.

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium