المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "درج قوم عاد في صحراء الربع الخالي".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة تعود الى مدينة أولانتايتامبو Ollantaytambo، وهي موقع أثري للإنكا في جنوب البيرو. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر مدرجات ضخمة في مكان ما، بينما وقف أشخاص بالقرب منها. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، علما ان تداولها قديم. وقد ارفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "صورة لدرج قوم عاد في صحراء الربع الخالي. شاهد ضخامة حجم الدرج قوم عاد وهم قوم هود عليه السلام عرف عنهم بضخامة أجسادهم وقوة بأسهم...".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يضعنا امام حسابات ومواقع ومدونات، لا سيما اخبارية، نشرتها خلال الاعوام الماضية بكونها تظهر "مصاطب في أولانتايتامبو Ollantaytambo بالبيرو" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وهذا الشرح صحيح. نحن بالفعل في أولانتايتامبو، وهي مدينة وموقع أثري للإنكا في جنوب البيرو. وأمكن العثور على صور مماثلة للموقع ذاته، وبعضها من زاوية مختلفة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
تقع أولانتايتامبو على ارتفاع 2،792 مترين (9،160 قدما) فوق سطح البحر في منطقة أولانتايتامبو بمقاطعة أوروبامبا في منطقة كوسكو (هنا). نجدها حاليا في ما يسمى الوادي المقدس للإنكا، على بعد 80 كلم من مدينة كوسكو و40 كلم من ماتشو بيتشو.
كانت واحدة من العديد من المستوطنات التي غزاها Pachacútec باتشاكوتيك (1418–1471)، ملك الإنكا التاسع، الذي قاد تحويل مملكة كوسكو الى تاوانتينسويو قوية أو إمبراطورية الإنكا. وفي عهده، كانت أولانتايتامبو مركزا أماميا محوريا لنبلاء الإنكا والعمال الزراعيين. وعند وفاته، بقيت التركة تحت سيطرة نسله، وفقا لامتيازات الأرض المخصصة لملوك الإنكا (هنا).
وبعد وصول الإسبان، كانت القلعة بمثابة ملجأ لمانكو إنكا، الذي قاد المقاومة في مواجهة الغزاة. عام 1536، واجهت القوات الإسبانية، بقيادة هيرناندو بيزارو، مقاومي مانكو الإنكا في أولانتايتامبو. وبعد معركة دامية ومقاومة عنيدة، كان على الإسبان الانسحاب (هنا).
تتمتع أولانتايتامبو بهندسة معمارية ضخمة. ويشمل تخطيط القطاع الحضري منطقتين متمايزتين بوضوح: سكنية وإدارية. ويتم عرض الأعمال الحجرية الرائعة جنبا إلى جنب مع التكنولوجيا الزراعية الرائعة، التي تشمل المصاطب والنوافير وقنوات الري التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم.
ونظرا الى التصميمين الحضري والمعماري، يمكن القول أن أولانتايتامبو هي أحد أكثر منشآت الإنكا تطوراً. واستنادا إلى سجلات الغزو والموقع الاستراتيجي للموقع، اعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن هذا المكان كان حصنا للدفاع العسكري. لكن الجودة العالية للأعمال الحجرية تشير إلى أنها كانت أيضا مكانا للراحة للعائلات المالكة التي مرت عبر الوادي المقدس...
ولدى أولانتايتامبو ثلاثة مجالات اهتمام رئيسية: المدينة، معبد الشمس، والمصاطب (تسمى الأندينز) التي كان هدفها "الزراعة ووقف تدهور اهم المعابد بالمنطقة". وهي "دليل على أن السكان المحليين أتقنوا الظروف البيئية والجغرافية الصعبة لجبال الأنديز لإنشاء أراض منتجة. وهي تعتبر إنجازا رائعا للهندسة الزراعية المبكرة. يبلغ طولها 2300 قدم، وعرضها 190 قدما، وعمقها 50 قدما (هنا، هنا، هنا،هنا، هنا، هنا ايضا).
تضم هذه المصاطب "جدرانا حجرية عالية ومصقولة. ويسمح لها موقعها بالنسبة الى الشمس ومنحدر التل بامتصاص حرارة الشمس خلال النهار والاحتفاظ بها في الليل عندما تنخفض درجات الحرارة. هذا يخلق مناخا محليا يسمح بنمو المحاصيل على ارتفاعات منخفضة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "درج قوم عاد في صحراء الربع الخالي". في الواقع، الصورة تعود الى مصاطب زراعية في مدينة أولانتايتامبو Ollantaytambo، وهي موقع أثري للإنكا في جنوب البيرو.