المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "اعلان اربعة ضباط اشقاء انشقاقهم عن جيش الرئيس السوري بشار الاسد" أخيراً، وذلك بالتزامن مع تظاهرات تشهدها مناطق في جنوب سوريا وتطالب بـ"اسقاط النظام" احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية.
الا أنّ هذه المزاعم مضلّلة.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى حزيران 2012. وجاء اعلان هؤلاء الضباط الاربعة الانشقاق في اطار انشقاقات عن الجيش السوري توالت منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية، التي اندلعت في منتصف آذار 2011. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
2.58 دقيقتان مدة الفيديو. المشاهد تظهر اربعة عسكريين جلسوا جنبا الى جنب، بينما رفعوا خلفهم علما سوريا كتب عليه حرية. وبدأوا التعريف بانفسهم تباعا: "انا العميد الطبيب محمد عمر زكريا... انا العميد الركن عبدالله عمر زكريا... انا العقيد اسماعيل عمر زكريا... انا العقيد الطبيب عبد الحميد عمر زكريا... نحن أبناء سوريا الأبية قوم لا نُهزم، ننتصر أو ننتصر. فإن محقنا طاغوت هذه الأمة فذلك نصر، وإن أكرمنا الله بالشهادة في سبيله، فذلك هو النصر المبين. نعلن نحن جميعاً انشقاقنا عن كتائب ما يُسمى زوراً وبهتاناً الأسد، وانضمامنا إلى القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية، وإلى كل الشرفاء من الأمة العاملين على توحيد الصفوف تحت راية الوطن التي خضبت بالدماء الطاهرة الزكية من أبنائه...".
وقد تكثف التشارك في الفيديو عبر حسابات، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عاجل... انشقاق اربعة ضباط أخوة من جيش بشار الاسد المجرم".
جاء تداول الفيديو في وقت شهدت محافظة السويداء السورية تظاهرات الثلثاء 29 آب 2023، استكمالاً لحراك مستمر منذ نحو أسبوعين احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتطور للمطالبة بـ"إسقاط النظام"، وفق ما أفاد ناشطون وكالة فرانس برس.
وأعقبت الاحتجاجات قرار السلطات في منتصف الشهر الجاري رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر.
وقد انطلقت الاحتجاجات في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين، لكن زخمها تواصل في السويداء، ذات الغالبية الدرزية، والتي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات في سوريا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى الفيديو منشوراً في هذا الحساب في يوتيوب، في 21 حزيران 2012، بعنوان "انشقاق أربعة ضباط أخوة، عميدان و عقيدان، عن الجيش السوري". وارفقه بنص الكلمة التي اعلن فيها الاربعة انشقاقهم عن الجيش السوري (هنا ايضا).
وجاء اعلان الضباط الاربعة الانشقاق يومذاك في اطار انشقاقات عن الجيش السوري توالت منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية التي اندلعت في منتصف آذار 2011 (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وجاء ذكر لهم ضمن تقريرين نشرهما موقع "الجزيرة" (هنا، هنا) عن "أهم الانشقاقات إبان ثورة سوريا"، وعن "موجة انشقاقات جديدة بالجيش السوري".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "اعلان اربعة ضباط اشقاء الانشقاق عن الجيش السوري" اخيرا، وذلك بالتزامن مع تظاهرات تشهدها مناطق في جنوب سوريا احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية. في الواقع الفيديو قديم، اذ يعود الى حزيران 2012. وجاء اعلان هؤلاء الضباط الانشقاق في اطار انشقاقات عن الجيش السوري توالت منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية، التي اندلعت في منتصف آذار 2011.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.