المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة مقتل مواطنين مغربيين برصاص البحرية الجزائرية في وضح النهار"، في إشارة الى مقتل شابين مغربيّين أخيرا تاها مع آخرين في البحر خلال جولة على متن دراجات مائية في منطقة حدودية مع الجزائر.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى نيسان 2022. وله سياق مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
0.53 ثانية. المشاهد تظهر مركبا يطارد زورقا صغيرا، قبل ان يصدمه. فيتابع الاخير طريقه ليجنح بالقرب من صخور. وتركز الكاميرا على شخص يسبح صوب الشاطئ، تحت انظار رجال أمن انتشروا في الموقع، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخ): "البحرية الجزائرية تقتل مواطنين في وضح النهار وأمام الجميع...".
- إطلاق النار على مصطافين مغربيين -
جاء تداول الفيديو في وقت أكدت الجزائر، الأحد 3 ايلول 2023، أنّ قواتها أطلقت النار مساء الثلثاء 29 آب 2023 في مياهها الإقليمية الحدودية مع المغرب، على سائقي دراجات مائية مغربيين، يحمل أحدهما الجنسية الفرنسية أيضا، بعدما رفضا الامتثال لأمر بالتوقف، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا، هنا).
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام مغربية أن القتيلين تاها في البحر، في مأساة لم تتضح كل ملابساتها بعد.
وبثّت وسائل إعلام مغربية الخميس 31 آب أن بلال قيسي، وهو مغربي فرنسي، وعبد العالي مشوار، قُتلا برصاص خفر السواحل الجزائريين بعدما تاها خلال جولة على متن دراجات مائية. وهي معلومات استندت أساسا الى شهادة محمد قيسي، شقيق بلال.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام حسابات نشرته في 25 نيسان 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بكونه يظهر "لحظة القاء خفر السواحل القبض على حراقة في وهران" بالجزائر (هنا، هنا، هنا، هناايضا).
وحراقة (هنا) تسمية محلية، لا سيما في الجزائر، تطلق على المهاجرين غير النظاميين.
وقد امكن العثور على هذه المشاهد من زاوية أخرى منشورة في 25 نيسان 2022 (هنا) مع الشرح ذاته اعلاه.
ومع انه لم يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عن الفيديو من مصادر موثوق بها، الا ان نشره في نيسان 2022 يعني ان لا علاقة له بمقتل الشابين المغربيين برصاص البحرية الجزائرية أخيرا.
وقد تعددت التقارير، في الاعوام الماضية، بشأن "حراقة" انطلقوا من وهران شمال غرب الجزائر، للتوجه بحرا نحو الضفاف الإسبانية والاوروبية، اضافة الى توقيفات طالت مهربين هناك واحالتهم على المحاكمة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة مقتل مواطنين مغربيين برصاص البحرية الجزائرية"، في إشارة الى مقتل شابين مغربيّين أخيرا تاها مع آخرين في البحر خلال جولة على متن دراجات مائية في منطقة حدودية مع الجزائر. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 25 نيسان 2022. وتم تداوله يومذاك بأنه يظهر "لحظة القاء خفر السواحل القبض على مهاجرين غير نظاميين في وهران" بالجزائر.